84

نصير: ناصر يدفع عنكم المكروه.

أم تريدون: بل أتريدون، إذ أم هنا للإضراب الانتقالي فهي بمعنى بل والهمزة، وما سئله موسى هو قول بني إسرائيل له:

أرنا الله جهرة

[النساء: 153].

سواء السبيل: وسط الطريق الآمن من الخروج عن الطريق.

معنى الآيات:

يخبر تعالى رادا على الطاعنين في تشريعه الحكيم الذين قالوا إن محمدا يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غدا أنه تعالى ما ينسخ من آية تحمل حكما شاقا على المسلمين إلى حكم أخف كنسخ الثبوت لعشرة في قتال الكافرين إلى الثبوت إلى إثنين. أو حكما خفيفا إلى شاق زيادة في الأجر كنسخ يوم عاشوراء بصيام رمضان، أو حكما خفيفا إلى حكم خفيف مثله كنسخ القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، أو حكما إلى غير حكم آخر كنسخ صدقة من أراد أن يناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الحكم رفع ولم يشرع حكم آخر بدلا عنه، أو نسخ الآية بإزالتها من التلاوة ويبقى حكمها كآية الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله فقد نسخ اللفظ من التلاوة وبقي الحكم. أو بنسخ الآية وحكمها. وهذا معنى قوله أو ننسها وهي قراءة نافع، فقد ثبت أن قرآنا نزل وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه ثم نسخه الله تعالى لفظا ومعنى فمحاه من القلوب بالمرة فلم يقدر على قراءته أحد. وهذا مظهر من مظاهر القدرة الإلهية الدال عليه قوله: { ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير } ، وهو أيضا مظهر من مظاهر التصرف الحكيم الدال عليه قوله: { ألم تعلم أن الله له ملك السموت والأرض } فهو تعالى يتصرف فينسخ ويبقي ويأتي بخير مما نسخ أو بمثله بحسب حاجة الأمة ومتطلبات حياتها الروحية والمادية. فسبحانه من إله قدير حكيم: ينسي ما يشاء وينسخ ما يريد.

أما قوله تعالى في آية [108]: { أم تريدون أن تسألوا رسولكم } ، فهو توبيخ لمن طالب الرسول صلى الله عليه وسلم بأمور ليس في مكنته، وإعلام بأن من يجري على أسلوب التعنت وسوء الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم قد يصاب بزيغ القلب فيكفر، دل على هذا قوله تعالى: { ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سوآء السبيل }.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

ناپیژندل شوی مخ