152

ولقوله تعالى في هذه الآية { ولا تأكلوا أموالكم } وهو يخاطب المسلمين.

[2.189]

شرح الكلمات:

الأهلة: جمع هلال وهو القمر في بداية ظهوره في الثلاثة الأيام الأولى من الشهر لأن الناس إذا رأوه رفعوا أصواتهم الهلال الهلال.

المواقيت: جمع ميقات: الوقت المحدد المعلوم للناس.

إتيان البيوت من ظهورها: أن يتسور الجدار ويدخل البيت تحاشيا أن يدخل من الباب.

ولكن البر من اتقى: البر الموصل إلى رضوان الله بر عبد اتقى الله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه فليس البر دخول البيوت من ظهورها.

الفلاح: الفوز وهو النجاة من النار ودخول الجنة.

معنى الآية الكريمة:

روي أن بعض الصحابة رضوان الله عليهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلين: ما بال الهلال يبدو دقيقا، ثم يزيد حتى يعظم ويصبح بدرا، ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما كان أول بدئه؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية: { يسألونك عن الأهلة } وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: هي مواقيت للناس وعلة بدءها صغيرة ثم تتكامل ثم تنقص حتى المحاق هي أن يعرف الناس بها مواقيتهم التي يؤقتونها لأعمالهم فبوجود القمر على هذه الأحوال تعرف عدة النساء ونعرف الشهور فنعرف رمضان ونعرف شهر الحج ووقته، كما نعرف آجال العقود في البيع والإيجار، وسداد الديون وما إلى ذلك. وكان الأنصار في الجاهلية إذا أحرم أحدهم بحج أو عمرة وخرج من بيته وأراد أن يدخل لغرض خاص لا يدخل من الباب حتى لا يظله نجف الباب فيتسور الجدار ويدخل من ظهر البيت لا من بابه وكانوا يرون هذا طاعة وبرا فأبطل الله تعالى هذا التعبد الجاهلي بقوله عز وجل: { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر }. بر أهل التقوى والصلاح. وأمرهم أن يأتوا البيوت من أبوابها فقال: { وأتوا البيوت من أبوابها } ، وأمرهم بتقواه عز وجل ليفلحوا في الدنيا والآخرة. فقال { واتقوا الله لعلكم تفلحون }.

ناپیژندل شوی مخ