في الرقاب: الرقاب جمع رقبه والإنفاق منها معناه في عتقها.
البأساء والضراء: البأساء: شدة البؤس من الفقر، والضراء: شدة الضر أو المرض.
وحين البأس: عند القتال واشتداده في سبيل الله تعالى.
أولئك الذين صدقوا: أي في دعواهم الإيمان والبر والبرور.
معنى الآية الكريمة:
في الآيات الثلاث السابقة لهذه الآية ندد الله تبارك وتعالى بأحبار أهل الكتاب وذكر ما توعدهم به من غضبه وأليم عقابه يوم القيامة كما تضمن ذلك تخويف علماء الإسلام من أن يكتمون العلم على الناس طلبا لحظوظ الدنيا الفانية، وفي هذه الآية رد الله تعالى على أهل الكتاب أيضا تبجحهم بالقبلة وادعاءهم الإيمان والكمال فيه لمجرد أنهم يصلون إلى قبلتهم بيت المقدس بالمغرب أو طلوع الشمس بالمشرق إذ الأولى قبلة اليهود والثانية قبلة النصارى فقال تعالى: ليس البر كل البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، وفي هذا تنبيه عظيم للمسلم الذي يقصر إسلامه على الصلاة ولا يبالي بعدها ما ترك من واجبات وما ارتكب من منهيات، بين تعالى لهم البار الحق في دعوى الإيمان والإسلام والإحسان فقال: { ولكن البر } أي ذا البر أو البار بحق هو { من آمن بالله } وذكر أركان الإيمان إلا السادس منها (القضاء والقدر)، { وأقام الصلاة وآتى الزكاة } وهما من أعظم أركان الإسلام، وأنفق المال في سبيل الله مع حبه له وضنه به ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فهو ينفق ماله على من لا يرجو منه جزاء ولا مدحا ولا ثناء كالمساكين وأبناء السبيل والسائلين من ذوي الخصاصة والمسغبة، وفي تحرير الأرقاء وفكاك الأسرى وأقام الصلاة أدامها وعلى الوجه الأكمل في أدائها وأتى الزكاة المستحقين لها، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة من أعظم قواعد الإسلام، وذكر من صفاتهم الوفاء بالعهود والصبر في أصعب الظروف وأشد الأحوال، فقال تعالى: { والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأسآء والضرآء وحين البأس } وهذا هو مبدأ الإحسان وهو مراقبة الله تعالى والنظر إليه وهو يزاول عبادته، ومن هنا قرر تعالى أن هؤلاء هم الصادقون في دعوى الإيمان والإسلام وهم المتقون بحق غضب الله وأليم عذابه، جعلنا الله منهم، فقال تعالى مشيرا لهم بلام البعد وكاف الخطاب لبعد مكانتهم وارتفاع درجاتهم { أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون }.
هداية الآية الكريمة:
من هداية الآية الكريمة:
1- الاكتفاء ببعض أمور الدين دون القيام ببعض لا يعتبر صاحبه مؤمنا ولا ناجيا.
2- أركان الإيمان هي المذكورة في هذه الآية، والمراد بالكتاب في الآية الكتب.
ناپیژندل شوی مخ