104

وفي الآية الرابعة [133] يوبخ تعالى اليهود القائلين كذبا وزورا للنبي صلى الله عليه وسلم: ألست تعلم أن يعقوب وصى بنيه باليهودية فقال تعالى: { أم كنتم شهدآء } أي أكنتم حاضرين لما حضر يعقوب الموت فقال لبنيه مستفهما إياهم: ما تعبدون من بعدي؟ فأجابوه بلسان واحد: { نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون } فإن قالوا كنا حاضرين فقد كذبوا وبهتوا ولعنوا وإن قالوا لم نحضر بطلت دعواهم أن يعقوب وصى بنيه باليهودية، وثبت أنه وصاهم بالإسلام لا باليهودية.

وفي الآية الأخيرة [134] ينهي تعالى جدل اليهود الفارغ فيقول لهم: { تلك أمة قد خلت } - يعني إبراهيم وأولاده - لها ما كسبت من الإيمان وصالح الأعمال، ولكم أنتم معشر يهود ما اكتسبتم من الكفر والمعاصي وسوف لا تسألون يوم القيامة عن أعمال غيركم وإنما تسألون عن أعمالكم وتجزون بها، فاتركوا الجدل وأقبلوا على ما ينفعكم في آخرتكم وهو الإيمان الصحيح والعمل الصالح، ولا يتم لكم هذا إلا بالإسلام فأسلموا.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- لا يرغب عن الإسلام بتركه أو طلب غيره من الأديان إلا سفيه لا يعرف قدر نفسه.

2- الإسلام دين البشرية جمعاء، وما عداه فهي أديان مبتدعة باطلة.

3- استحباب الوصية للمريض يوصي فيها بنيه وسائر أفراد أسرته بالإسلام حتى الموت عليه.

4- كذب اليهود وبهتانهم وصدق من قال: اليهود قوم بهت.

5- يحسن بالمرء ترك الإعتزاز بشرف وصلاح الماضيين، والإقبال على نفسه بتزكيتها وتطهيرها.

6- سنة الله في الخلق أن المرء يجزى بعمله، ولا يسأل عن عمل غيره.

ناپیژندل شوی مخ