/ وقوله: (من دون المؤمنين) يعني أن لكم في موالاة المؤمنين مندوحة(1) عن موالاة الكافرين(2)، فلا تؤثروهم (3)عليهم (ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء) أي ومن يتول(4) الكفرة، فليس من ولاية الله في شيء يقع عليه اسم الولاية. يعني أنه منسلخ من ولاية الله رأسا.
وهذا أمر معقول: فإن موالاة الولي وموالاة عدوه متنافيان.
وقوله(5): (إلا أن تتقوا منهم تقاة) رخص(6) لهم في موالاتهم إذا خافوا، ولم(7) يحسنوا معاشرتهم إلا بذلك، وكانوا معهم(8) مقهورين لا يستطيعون إظهار العداوة والبغضاء (9)لهم، فحينئذ تجوز المعاشرة ظاهرا(10)، والقلب مطمئن بالعداوة والبغضاء، حتى يزول(11) المانع كما قال تعالى:(إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)(12).
قال ابن عباس: ليس التقية بالعمل، إنما التقية باللسان(13).
مخ ۱۴