زما ورقې ... زما ژوند (لومړی برخه)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
ژانرونه
هند تجلس معي إلى مائدة الطعام في الصباح الباكر، تناولها طنط هانم كوبا كبيرا من اللبن، تسألني بصوت بارد: عاوزة لبن؟ - لا.
أحب اللبن، أقول «لأ» كأنما أكره اللبن، أبي يدفع لها ثمن اللبن ونفقاتي كلها حتى الغسيل والمكوى والكهرباء وكل شيء، الطريقة التي تسألني بها لم يكن لها إلا رد واحد: «لأ.»
تملأ الصحن لابنتها بالطعام، لا تضع في صحني إلا القليل، أغضب، أنهض دون أن آكل، يشتد بي الجوع، أشتري من مصروفي رغيفا وقطعة من الجبن أو الحلاوة الطحينية.
أنام على سرير صغير من الصاج، اشتراه أبي، وضعته طنط هانم في أحد الأركان في غرفة مهملة، اشترى لي أبي منضدة صغيرة أذاكر عليها ولمبة كهربية.
لم تكن طنط هانم تشجعني على المذاكرة، كلما رأت اللمبة مضاءة في الليل تطفئها وهي تقول: ذاكري بالنهار علشان الكهربا غالية.
في أول كل شهر يرسل إلى أبي قائمة مصروفاتي، منها الكهرباء واللبن، لم أشرب اللبن لكنها تضيفه إلى القائمة، هل أقول لأبي أو لأمي؟ كنت أخاف أن أبقى في منوف بدون مدرسة.
دخلت مدرسة نبوية موسى الثانوية في العباسية، كانت أقرب المدارس لبيت طنط هانم في شارع الضاهر، أركب الترام من أمام البيت وأهبط من الترام أمام باب المدرسة. قضيت عاما دراسيا كاملا (1943م)، لم أعرف في مدينة القاهرة إلا الطريق الذي يسلكه الترام من باب طنط هانم إلى باب نبوية موسى.
كانت التلميذات يطلقن على الناظرة نبوية موسى «بعبع أفندي». في طابور الصباح أراها تمشي بخطوة تشبه مس هيمر، ترتدي تايير أسود، جوربا طويلا أسود، تيربون أسود، عيناها سوداوان مملوءتان سوادا.
كانت تفرض علينا نحن التلميذات ارتداء هذا السواد من قمة الرأس حتى أخمص القدمين، أعطى أبي لطنط هانم مبلغا من المال، أصبح لي تايير أسود، جورب أسود طويل سميك لا يشف الساقين، شريط أسود من التفتاه لربط ضفائر الشعر.
داخل المرآة، رأيت نفسي غرابا أسود، مطت خالتي هانم شفتيها: نبوية موسى لازم عانس زي طنط فهيمة، وعاوزة كل البنات يبقوا عوانس زيها.
ناپیژندل شوی مخ