271

زما ورقې ... زما ژوند (لومړی برخه)

أوراقي … حياتي (الجزء الأول)

ژانرونه

ينثال من خطيئتي،

فليحرقني الله في نار جهنم

ولتشرب الأرض دمائي

لكني أبدا لن أموت.

حلوان الثانوية 1947

الباحثة عن الحب

صيف عام 1963 بدأت كتابة رواية أعطيتها عنوان «الباحثة عن الحب»، في أعماقي حنين غامض لشيء أكثر غموضا، لا أعرف بالضبط عما أبحث، بلغت الثانية والثلاثين من العمر، أصبحت طبيبة ناجحة وأديبة معروفة، في حياتي كثير من الأصدقاء والصديقات، نساء ورجال أتبادل معهم الحديث على شاطئ النيل، نتحاور في الطب والأدب والفلسفة، مع قضمات من الحمام المشوي ورشفات نبيذ عمر الخيام، نطل على مدينة القاهرة من فوق ربوة الأهرامات، نتسكع في المدينة بعد أن ينام الكون ... أعشق الشوارع الخالية من السيارات والبشر، يصفو عقلي وأتطلع إلى النجوم، يعود إلي السؤال الطفولي - كنت أسأله لأبي وأنا في السابعة من العمر: مين خلق النجوم دي كلها؟ ربنا يا ابنتي. ومين خلق ربنا يا بابا؟ ربنا خلق نفسه بنفسه يا ابنتي. لم يكن عقلي الطفولي يقبل هذه الفكرة، أن يخلق أحد نفسه بنفسه.

في العشرين من عمري نسيت الأسئلة الطفولية كلها، انشغلت بالدراسة في كلية الطب والنجاح في الامتحانات آخر العام. قبل الامتحان بأيام قليلة أواظب على الصلاة، لم أكن أرى أمي تصلي إلا وقت الأزمات، أسمع الشيخ في الراديو يقول النساء ناقصات عقل ودين. بدأت أتشبه بأبي، أواظب على الصلاة في غير أوقات الامتحان، بلغ بي الإيمان ذروته عام 1952، حين بلغت الواحدة والعشرين من العمر، أصبحت في الأوراق الرسمية مواطنة في سن الرشد، أحظى بحقوق الإنسان فيما عدا الحقوق التي منحها الله للرجال دون النساء، كان الدستور المصري ينص على المساواة بين الناس أمام القانون، لكن شريعة الله تنص على أن الرجال أعلى درجة من النساء، كان التناقض واضحا بين الدستور والشريعة، لم أكن أرى هذا التناقض وأنا في الواحدة والعشرين من عمري، الإيمان المطلق الأعمى يجعلني لا أرى التناقضات الواضحة للعيان.

كنت أمشي في طريقي من البيت إلى الكلية في خط مستقيم، لا أحرك رأسي هنا أو هناك، وأعود من الكلية إلى البيت مباشرة دون أن أتطلع إلى هذا أو ذاك، كل يوم أروح وأجيء في الطريق ذاته، كالبقرة العمياء معصوبة العينين تدور في الساقية، وفجأة التقيت بأحمد حلمي ... كنت أمشي في فناء الكلية حين استوقفني وناداني باسمي: نوال. توقفت عند سماع اسمي بهذا الصوت، كأنما لم ينادني أحد باسمي من قبل، أو كأنما كلمة نوال لم تكن اسمي، أصبحت اسم امرأة أخرى جديدة ولدت لتوها في هذه اللحظة.

ربما هما العينان وليس الصوت، عيناه وهو واقف أمامي في الفناء، عيناه فقط رأيتهما، ربما لم تكونا هما العينين، بل شيء آخر لم أره تماما؛ لأنني لم أملك القدرة على النظر إليه، فقدت شجاعتي قبل أن ترتفع عيناي إليه.

ناپیژندل شوی مخ