زما ورقې ... زما ژوند (لومړی برخه)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
ژانرونه
تضامن النساء
في طفولتي المبكرة قبل أن أعرف من هو أبي، عرفت أمي، عرفتها بالشكل والرائحة والاسم والجسم، كان جسمها هو جسمي أو يشبه جسمي. كنت أتضامن مع أمي ضد أبي والعالم الخارجي؛ لكن شيئا ما حدث جعلني أبتعد عن أمي، كنت طفلة لا أعرف بالضبط ماذا يبعدني عن أمي، وماذا يبعد أمي عني، ربما هو أبي كان يقف بيني وبين أمي، أو ربما هو العالم الخارجي كان يخدعني، يصور لي أن الأب هو كل شيء، الاسم والشرف والاحترام والدين والعلم والماضي والحاضر والمستقبل والدنيا والآخرة.
لم يكن للآن شيء من كل هذا، بدأت أثور ضد أبي والعالم الخارجي من أجل أمي ، تصورت أن أمي سوف تفرح وتتضامن معي، لكنها تضامنت مع أبي والعالم الخارجي ضدي. هذه أول صدمة في طفولتي، كنت في السادسة من عمري حين تلقيت الصدمة الأولى من أمي، رأيتها واقفة تبتسم والأيادي الغليظة تنتزعني من الفراش، تربط ذراعي وساقي، وتستأصل بالموسى عضوا من جسدي.
أصابتني خيبة أمل في أمي، أصبحت أتجه نحو أبي، بدا أبي كأنما يحنو علي أكثر من أمي، وكأنما يحبني أكثر من أمي، أي خديعة وأي وهم تسرب إلى عقلي دون أن أدري؟!
كم مضى من العمر وأنا أعيش هذا الوهم؟ قبل أن تموت أمي بقليل أو ربما بعد أن ماتت بدأت أدرك الحقيقة، كانت الحقيقة مثل جبل الثلج الغارق تحت الماء، تكشف عن نفسها جزءا جزءا.
حين بلغت الخمسين من العمر وبعد أن دخلت السجن أدركت أن تضامن النساء أخطر من السلاح النووي، لم يكن يهدد إدارة السجن إلا التضامن بيننا نحن النساء. بعد أن خرجت من السجن أدركت أن تضامن النساء يمكن أن يسقط النظام الحاكم.
ألهذا السبب كان تنظيم النساء من المحرمات في نظر الأحزاب السياسية جميعا، يمينا ويسارا، وحكومة ومعارضة؟! منذ بدأنا تجميع صفوف النساء في مصر عام 1982 تضافرت القوى الحكومية وغير الحكومية على ضرب أي محاولة يمكن أن توحد النساء.
النساء أنفسهن كن يضربن المحاولة مثل الرجال، كالأم التي تضرب ابنتها إرضاء للزوج أو الأب الحاكم. منذ عام 1982 وحتى هذا العام 2000 كم محاولة ضربت؟ بعد كل ضربة ننهض من جديد ونجمع صفوف النساء، ثمانية عشر عاما نحاول توحيد جهود المرأة المصرية دون جدوى. وفي عام 1999 شكلنا لجنة تحضيرية، أكثر من مائة شخص من أجل تكوين الاتحاد النسائي المصري. عقدنا الاجتماعات، نشرنا الدعوة بين الجمعيات النسائية. بدأت الفكرة تنتشر، تحمست لها أعداد كبيرة من الشابات والشباب، وجمعيات المرأة في المحافظات. قررنا عقد اجتماع يوم 22 أغسطس عام 1999 للإعلان عن بدء تكوين الاتحاد النسائي المصري. قبل موعد الاجتماع بأيام قليلة فوجئنا بحملة صحفية ضد الاجتماع وتصريحات حكومية إن هذا الاجتماع غير قانوني.
وفي عام 1992 نشرت كتابا كاملا بعنوان «معركة جديدة في قضية المرأة»، يوضح الكتاب كيف أغلقت الحكومة المصرية جمعية تضامن المرأة العربية بقرار غير قانوني، يوم 15 يونيو 1991، رفعنا قضية ضد الحكومة في المحكمة الإدارية بمجلس الدولة، وانقضى تسعة أعوام دون أن يصدر قرار المحكمة.
وتستمر المعركة حتى اليوم من أجل تضامن النساء. بدأت ظاهرة جديدة هذا العام هي تضامن الأم مع ابنتها ضد الأب أو الأخ، يوم 17 يونيو 2000 دافعت أم عن حياة ابنتها حتى الموت، الابنة الصغيرة تعرضت للاغتصاب وحملت سفاحا، وبدأت علامات الحمل تظهر على الفتاة الصغيرة. ذاع الأمر بين أهل قرية «الرواتب» التابعة لمركز أبو طشت بمحافظة قنا في صعيد مصر. عقد رجال الأسرة مجلسا واتخذوا قرارا؛ قتل الفتاة لمحو العار، وقع الاختيار على شقيقها (اسمه بدر نور الدين) للإجهاز عليها، ويساعده في ذلك عمها (عبد الفتاح) وابن عمتها (عبده محمود) وابن عم أبيها (أحمد راشد)، أربعة رجال أشداء يعملون بالفئوس في الأرض. استدرجوا الفتاة الصغيرة بمفردها لقتلها، لكن أمها الواعية أدركت ذلك، كانت تقف لهم بالمرصاد تحول دون قتل ابنتها، اتفق الرجال على خداع الأم وابنتها، قالوا إن ابن عمتها عبده محمود سوف يتزوج منها تغطية على العار (ربما هو الذي تسبب في الحمل لا نعرف) ولكنه سيتزوج منها بعد إجهاضها من الحمل السفاح.
ناپیژندل شوی مخ