زما ورقې ... زما ژوند (لومړی برخه)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
ژانرونه
أصبح أخي الأكبر المدلل لدى عائلة أمي وأبي، الكل يقول عنه طفل جميل، ورث ملامح أخواله، لكن جدتي الحاجة مبروكة لم تكن تبتهج بهذه الملامح، كانت تريد لحفيدها الأول أن يرث البشرة السمراء الملوحة بالشمس علامة الرجولة، والعينين السوداوين ذات البريق، يشع مثل قطعة من الحجر الأسود الكريم في الحرم الشريف، أطلقت عليه اسم «محمد» على اسم النبي، شكري بيه أراد أن يسميه على اسم جده الأكبر طلعت باشا الذي دفن في مقبرة بإسطنبول. «مالنا ومال الراجل التركي الغريب دا؟ لازم نسميه على اسم النبي بتاعنا يا ابني»، همست الحاجة مبروكة في أذن ابنها السيد أفندي، لم يشأ السيد أفندي أن يغضب أمه، ولا أن يغضب حماه، فكتب اسم أخي الأكبر في شهادة الميلاد: «محمد طلعت»، اسم مركب من اسمين، كان شائعا في المملكة المصرية رغم سقوط الإمبراطورية العثمانية، كانت الطبقة البرجوازية في مصر لا تزال تتجه في أحلامها نحو الآستانة وأسلافها من الأتراك، عائلة شكري بيه رغم إفلاسها مع الأزمة العالمية (وانهيار البورصات وأسعار القطن) تتمسك ببعض أمجاد الماضي ومظاهر الطبقة العليا المنحدرة إلى الطبقة الوسطى.
عائلة السعداوي تتطلع إلى المستقبلة والصعود من طبقة الفلاحين الفقراء إلى طبقة الموظفين في الحكومة، أبي هو أول رجل في القرية يحصل على الشهادة العليا من دار العلوم، أول من يخلع الجلباب أو الجبة والقفطان ويرتدي البدلة والكرافتة والطربوش، وأصبح أهل الكفر ينادون ستي الحاجة: أم السيد أفندي.
حين حصل أبي على وظيفة «مفتش للتعليم» في محافظة المنوفية، منحته أمه لقب «السيد بيه»، وأصبح أهل القرية ينادونها: «أم البيه»، تجلس على عتبة دارها داخل جلبابها الحريري الأسود، شامخة برأسها داخل الطرحة الشفافة من الشيفون الأسود، تفرق ساقيها أمامها ليرى الناس البلغة الجلدية في قدميها، بلغة من الجلد الحقيقي اشتراها لها ابنه «السيد بيه» في العيد الكبير، ومعها الجلباب من الحرير الطبيعي، والطرحة من الشيفون.
كل من يمر بها وهي جالسة يحييها قائلا: العواف يا أم البيه.
كلمة «العواف» تعني العافية والصحة، كنت أجلس إلى جوار ستي الحاجة فوق عتبة الدار، عمتي فاطمة تحمل الكرسي الخيزران من قاعة المندرة تقدمه لي لأجلس عليه وهي تقول: «بنت السيد بيه مش ممكن تقعد على الأرض زي الفلاحين.»
ولدتني أمي بعد مولد أخي بعام واحد، كنت أسمع ستي الحاجة تقول: خرجت واقفة على حيلك زي الشياطين، وسألت أمي فقالت إنها ولدتني بسهولة دون ألم ، ولادة أخي الأكبر كانت عسيرة، لم يشأ أن يخرج من الرحم بسرعة، كان يستعذب الراحة والدفء في بطن أمه، حين تغضب عليه عمتي رقية تقول إنه ابن أمه، حين تغضب خالتي نعمات علي تقول: إنني بنت الفلاحين، وأطلقت علي اسم: «جارية ورور» على اسم جارية من عبيد جدها الأكبر في إسطنبول.
ترمقني ستي الحاجة في صمت، بشرتي السمراء كأنما لوحتها شمس داخل الرحم، العينان سوداوان تشعان البريق قطعة من الحجر الكريم في الحرم الشريف، تخفي ستي الحاجة فمها بالطرحة السوداء وتهمس في أذن ابنتها رقية: «كلها شبه أبوها»، ثم تمصمص شفتيها في حسرة قائلة: «يا ريتها كانت ولد!»
وترفع عمتي رقية كفيها نحو السماء تدعو الله أن يقلبني ولدا، أسمعها تقول: «ربنا قادر على كل شيء»، وترد عليها ستي الحاجة: «من بقك لباب السما يا بنتي.»
كنت أتطلع نحو السماء بعينين مشدوهتين، أخشى أن يكون باب السماء مفتوحا وأن الدعوة سوف تنطلق من فم عمتي مباشرة إلى أذن الله، وأنني سأصحو في الصباح لأجد الشق (أو الفرج) بين فخذي مسدودا، وقد نبت مكانه العضو الذي عند أخي.
في الصباح أدخل الحمام أختلس النظر إلى جسدي، لا أستطيع النظر بين ساقي، أخشى أن تتسع المسافة بينهما أكثر من اللازم، لا أقوى على النظر إلى تلك المنطقة المحرمة المحوطة بالخزي والخوف والخشية من قدرة الله.
ناپیژندل شوی مخ