استمر الثلاثة يسيرون نحو بيت ستيفن، فلما اقتربوا منه، قال ستيفن للمرأة العجوز: «هل تتفضلين بالمجيء إلى بيتي، وتتناولين قدحا من الشاي؟ وكذلك تأتي راشيل، وبعد ذلك أوصلك إلى مساكن السياح. سيمر وقت طويل قبل أن ألتقي بك مرة أخرى يا راشيل.»
وافقت المرأة، فذهبوا جميعا إلى حيث يقيم ستيفن. رأى ستيفن بارتياح أن شباك حجرته مفتوح كما تركه، ولا أحد بالحجرة. انصرفت منذ شهور زوجته التي كانت عفريت حياته الشرير، وأخذت معها بعض ممتلكاته، ولم يسمع عنها منذ ذلك الوقت، ولكنه كان يخاف دائما أن تعود.
تناول هؤلاء الثلاثة الشاي معا، وأخبرته المرأة العجوز أن اسمها مسز بجلر
، وأنها أرملة، ولها ابن واحد، ولكنها فقدته.
صعدت صاحبة بيت ستيفن، فجأة، واستدعته إلى الباب، وأخبرته بأن مسز باوندرباي تريد زيارته.
فبدا الخوف عندئذ على وجه المرأة العجوز، وانزوت في أحد أركان الحجرة حيث لا يلاحظ وجودها أحد.
هبط ستيفن السلم، وعاد بعد لحظات مع لويزا، وكان يتبعها أخوها توم.
نهضت راشيل في معطفها وهي ممسكة قبعتها في يدها، وقد دهش ستيفن لهذه الزيارة، فوضع الشمعة على المائدة، ووقف ينتظر أن تتكلم لويزا.
لأول مرة في حياة لويزا تذهب إلى بيت أحد عمال كوكتاون. ولأول مرة في حياتها تلتقي بهم وجها لوجه. كانت تعلم فقط بوجودهم، بالمئات وبالألوف. فوقفت لبضع لحظات تنظر حوالي الحجرة، فلاحظت قلة المقاعد، والكتب القليلة، والسرير والمائدة.
نظرت لويزا إلى المرأتين وإلى ستيفن، وقالت إليه: «جئت إلى هنا بسبب ما حدث بعد ظهر هذا اليوم، وأحب أن أساعدك، إن سمحت لي، ماذا ستفعل الآن؟»
ناپیژندل شوی مخ