قالت: «أهنئك يا سيدي، وأتمنى لك السعادة يا مستر باوندرباي. الحقيقة أنني أتمنى لك السعادة من كل قلبي يا سيدي.»
قالت ذلك بلهجة الإشفاق، حتى دهش المستر باوندرباي. فوضع السدادة بإحكام في عنق الزجاجة، ثم وضع زجاجة الأملاح في جيبه، وقال في نفسه: «لعنة الله على هذه المرأة إذ تستقبل هذا النبأ بمثل هذه الطريقة!»
ثم قال بصوت مرتفع: «أنا مدين لك بالشكر الجزيل يا مسز سبارسيت، وآمل في أن أظل مدينا به.»
ابتهجت مسز سبارسيت من ذلك الإطراء والثناء، فقالت: «هل أنت مدين لي بالشكر يا سيدي؟ من الطبيعي أن تشكرني .. طبعا تشكرني.»
مرت فترة صمت حرجة، ظلت مسز سبارسيت خلالها تعمل بالخياطة.
فقال المستر باوندرباي: «لا حاجة بك إلى أن تتركي خدمتي يا مسز سبارسيت، سأخصص لك مقرا بالمصرف تكونين مدبرته، سيكون لك فيه حجراتك الخاصة، وخادمة ترعى شئونك، وستجدينه مريحا جدا.»
فقالت مسز سبارسيت: «لا تقل أكثر من هذا يا سيدي، أنا أقبل عرضك شاكرة، وأتمنى أن تكون الآنسة جرادجرايند هي كل ما تحتاج إليه وتستحقه.»
لم تتأثر مسز سبارسيت بذلك الموقف، بل كانت مؤدبة ومبتهجة ولها آمال. ولكن المستر باوندرباي، كان يعرف أنها تشفق عليه.
حدد موعد الزواج بأن يكون بعد ثمانية أسابيع وأخذ المستر باوندرباي يذهب في كل مساء إلى ستون لودج، لمجالسة لويزا، وصنع الحب في تلك المناسبات في صورة هدايا ومجوهرات. وطوال مدة الخطوبة، بدا الحب في مظهر صناعي، صنعت الملابس والقفازات والكعك، كان الموضوع حقيقة، من أوله إلى آخره، ولم يكن به أي مظهر غرامي. وبعد ذلك تزوجا في اليوم.
الجزء
ناپیژندل شوی مخ