فقال المستر باوندرباي: «والدتي ماتت، يا سيدتي!»
لم تحاول مسز جرادجرايند أن تفهم.
فقال باوندرباي: «تركتني أمي لجدتي. وكانت جدتي أسوأ امرأة في هذه الدنيا. فلو حصلت على زوج أحذية بسيط، أخذته وباعته لتشتري بثمنه خمرا.»
ابتسمت مسز جرادجرايند، في ضعف، ولم تبد أية أمارة أخرى للحياة. تبدو، مثلما تبدو دائما، كأنها صورة فوتوغرافية لأنثى صغيرة، التقطت في نور غير كاف.
استطرد باوندرباي، يقول: «تملك جدتي حانوتا، وتحتفظ بي في صندوق بيض، كان فراشي أيام طفولتي، ولكنني ارتفعت فوق ذلك النوع من الحياة. فما إن كبرت حتى هربت، اشتغلت عاملا في مصنع، ثم كاتبا، ثم ارتقيت فصرت مدير مكتب. ثم شريكا في مؤسسة. ولكن المستر جوزياه باوندرباي
Josiah Bounderby ، لم يتلق تعليما، بل تعلم الحروف من واجهات الدكاكين . هذا هو مواطن كوكتاون، يا مسز جرادجرايند.»
عندئذ، دخل المستر جرادجرايند مع لويزا وثوماس الصغير.
صاح المستر باوندرباي، يقول: «ما الخطب؟ لماذا يبدو ثوماس الصغير مكتئبا؟» كان يتكلم عن ثوماس الصغير، ولكنه كان ينظر إلى لويزا.
فقالت لويزا بصوت منخفض، دون أن ترفع عينيها: «كنا نلقي نظرة إلى السيرك، فضبطنا أبونا.»
كانت مسز جرادجرايند حزمة صغيرة من الملابس الرفيعة البيضاء حمراء العينين.
ناپیژندل شوی مخ