فقال المستر سليري: «إذن، فأنا أطلب منك، يا مستر جرادجرايند، أن تتكلم بخير عن رجال السيرك ونسائه وحيواناته، وبذا تقدم لنا خدمة، أكثر مما تستحق.»
صحب المستر سليري، المستر جرادجرايند، إلى حجرة أخرى ليفضي إليه بحديث سرى عن والد سيسي، فأخبره بأنه يعتقد أن والد سيسي قد مات، لأن كلبه العجوز، رجع متعبا من وعثاء السفر، ومريضا، ثم ما لبث أن مات. وفي اعتقاده، أن الكلب جاء من مسافة بعيدة ليعرفهم بأن صاحبه فارق الدنيا.
قال المستر سليري: «يا مستر جرادجرايند قررنا ألا نكتب إلى سيسي، وألا نخبرها بهذا؛ فنحن لا نعرف بصفة قاطعة ما إذا كان أبوها قد تحسر في وحدته لأنه تركها ولم يأخذها معه. الواقع أننا لا نعرف ذلك، ولن نعرفه، ولكن الأرجح، أنه مات.»
نظر المستر سليري إلى قاع قدح الويسكي، وقال: «يبدو أنه يمثل شيئين للمرء، أليس كذلك؟ الأول؛ أن هناك محبة متبادلة، في العالم، ليست كلها منفعة شخصية. والثاني؛ أن لكل إنسان طريقته الخاصة في الحساب أو عدم الحساب.»
شرب المستر سليري كل ما في قدحه من الويسكي، وطلب من السيدتين أن تدخلا.
لما دخلت سيسي ولويزا، ودع المستر سليري الجميع. وآخر ملاحظة أبداها للمستر جرادجرايند هي: «صافحني، يا سيدي! ولا تشمئز منا، نحن متجولو السيرك المساكين، فلا بد للناس من التسلية لا يمكنهم أن يتعلموا أو يعملوا باستمرار، فلم يخلقوا لذلك، لا بد لكم منا، يا سيدي، فأنتم بحاجة إلينا.»
الباب الثامن
الخاتمة
غضب المستر باوندرباي غضبا شديدا من مسز سبارسيت، من جراء اكتشافها مسز بجلر. فلما ذهب إلى حجرة المائدة ليتناول طعام الغداء، وجد مسز سبارسيت جالسة إلى جانب الوطيس، فتظاهرت بأنها حزينة جدا.
فسألها المستر باوندرباي، بطريقة مقتضبة جدا وبلهجة في غاية الفظاظة، بقوله: «ما الخطب الآن يا مدام؟»
ناپیژندل شوی مخ