ولكنهم عندما خرجوا مرة ثانية، همس المستر سليري يقول لسيسي: «بما أن المستر جرادجرايند، وقف إلى جانبك، فسأقف أنا إلى جانبه. هذه ليلة حالكة الظلام. عندي حصان يفعل كل شيء ما عدا الكلام، وعندي مهر أصغر منه يسير بسرعة أربعة وعشرين كيلومترا في الساعة، وعندي كلب يمكنه أن يحتفظ بأي إنسان في مكانه لمدة أربع وعشرين ساعة ولا يدعه يفلت منه. فأخبري المستر توم الصغير بهذا؛ عندما يرى الحصان الذي يجر عربتنا، يبدأ يرقص، يجب عليه أن يتطلع إلى الطريق حتى يرى حصانا أصغر، يجر عربية أخرى، فلما تقترب منه هذه العربة الأخيرة الصغيرة، عليه أن يقفز من عربتنا ويركب العربة الصغيرة، فتنقله بسرعة إلى ليفربول، وعند ذلك لن يسمح كلبي لموظف البنك هذا بأن يتحرك من مكانه مسافة سنتيمتر واحد، ولن يتحرك حصاني من المكان الذي بدأ يرقص فيه .. أسرعي.»
بعد عشر دقائق، كان حصان المستر سليري وعربته جاهزين، فركب بيتزر وتوم هذه العربة، والكلب ينبح حولها، فأشار المستر سليري للكلب بعينه لكي يجعل بيتزر هدفه الخاص؛ وسرعان ما انطلقت العربة بعد أن خيم الظلام بدياجيره، فبدءوا رحلتهم، وثبت الكلب عينه على بيتزر، وقبع إلى جانب العجلة التي بجانب هذا الشاب. كان ذلك الحيوان الماهر المدرب، على استعداد للهجوم على بيتزر إن بدرت من هذا الأخير أية بادرة تنبئ عن محاولته النزول من العربة.
جلست سيسي ولويزا مع المستر جرادجرايند في الفندق الذي نزلوا به في تلك البلدة، وظلوا فيه طول الليل، وفي الساعة الخامسة من الصباح التالي، ظهر المستر سليري وكلبه، مرة ثانية، مبتهجين.
فقال المستر سليري: «كل شيء على خير ما يرام، يا مستر جرادجرايند، لا بد أن يكون ابنك على ظهر السفينة الآن، أخذه موظفي المستر تشايلدرز
Childers
إلى السفينة بعد ساعة ونصف من مغادرتنا هذا المكان في الليلة الماضية. طفق الحصان يرقص حتى كاد يموت. فلما قلت له الكلمة، نام، وعندما حاول ذلك الشاب بيتزر النزول من العربة، تعلق الكلب بياقة سترته، فذعر بيتزر وانتفض، واضطر إلى البقاء حيث هو، إلى أن أدرت رأس الحصان، ورجعنا إلى هنا في هذا الصباح.»
شرب المستر سليري ما في قدحه من الويسكي.
شكره المستر جرادجرايند من كل قلبه، وعرض عليه أن يعطيه مكافأة مالية.
فقال المستر سليري: «لا أريد أية نقود، أنا نفسي، يا مستر جرادجرايند، ولكن المستر تشايلدرز ذو أسرة، فإن أعطيته ورقة مالية بخمسة جنيهات، رحب بها وفرح، كذلك إن رغبت في شراء طوق للكلب، ومجموعة أجراس للحصان، فسأقبلها بسرور. وأنا يعجبني أن أشرب الويسكي بالماء.»
قدم المستر جرادجرايند، عن طيب خاطر، كافة أمارات الشكر وعرفان الجميل هذه، ولو أنه اعتقد أنها ضئيلة جدا بالنسبة إلى تلك الخدمة الجليلة، التي أداها له المستر سليري وأتباعه.
ناپیژندل شوی مخ