والتفت إلى قاسم وقال: كان أبوك من أعواني الأوائل فلا ترغمني على قتلك.
فصاح الناظر: إنه يستحق ما هو أفظع من القتل جزاء فعلته، ولولا الهانم لكان الساعة في الهالكين!
وواصل لهيطة استجواب قاسم قائلا: أصغ إلي يا بني، وخبرني عمن وراءك؟
فتساءل قاسم وهو ما زال يستشعر الألم عند موقع المنشة من وجهه: من تقصد يا سيدي؟ - من دفعك إلى رفع الدعوى؟ - لا أحد سوى نفسي. - كنت راعي غنم ثم ابتسم لك الحظ، ففيم تطمع أكثر من ذلك؟ - العدل، العدل يا معلم.
فصر الناظر على أسنانه وهتف: العدل؟! يا كلاب يا أراذل، هذه كلمة السر عندكم إذا اعتزمتم النهب والسرقة.
ثم ملتفتا نحو لهيطة: قرره حتى يقر!
فعاد لهيطة يقول بصوت تتجمع في نبراته نذر الوعيد: خبرني عمن وراءك!
فقال قاسم بتحد خفي: جدنا! - جدنا؟! - نعم، اطلع على شروط وقفه وستعلم أنه هو الذي دفعني.
وهب رفعت واقفا مرة أخرى وهو يصيح: أبعده عن وجهي .. ارمه خارجا.
وقام لهيطة فأخذ قاسم من ذراعه، ومضى به نحو الباب، وشد على ذراعه بقبضة من حديد تحملها الآخر متصبرا، ثم همس في أذنه: اعقل إكراما لنفسك، ولا تضطرني إلى أن أشرب من دمك.
ناپیژندل شوی مخ