اوهام عقل
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
ژانرونه
ويحمد لبيكون أنه في غمرة حماسه للعلم والتجريب، وأمله في العلم بأن يسيطر على الطبيعة ويسخرها لخدمة الإنسان؛ فإنه لم يتماد في الرؤية الذكورية المعادية للبيئة والمستنزفة للطبيعة، ولم يغفل دور القيم في العلم، وأهمية دخول القيم الإنسانية في صميم العمل العلمي، يقول بيكون: «إن مجرد القدرة أو المعرفة في ذاتهما إنما تعظمان الطبيعة البشرية ولا تجعلانها سعيدة؛ ومن ثم فإن علينا أن ننتقي من بين الأشياء ما هو أنفع للبشرية ... «الجدول الإنساني»
human chart
قائمة الأشياء التي يليق بنا أن نرغب فيها؛ ذلك أن الرغبة الصحيحة هي جزء من العلم، شأنها شأن الأسئلة الصحيحة.»
23
إن الفهم الحقيقي لفكر بيكون في سياق عصره لينتصف له ممن يتهمونه
24
بفرض التوجه الذكوري العدواني على الممارسة العلمية الغربية، وتصورها كعملية استجواب للطبيعة وفرض النظام عليها واستلال قوانينها المسيرة من أجل قهرها وتسخيرها لمصلحتنا في نهاية المطاف. (7) نداء مبكر بالفصل بين العلم والدين
ويحمد لبيكون أيضا أنه دعا إلى الفصل بين اللاهوت والعلم، وحذر من الخلط (المقولي؟) بين الوحي الإلهي والعلم البشري، واتخذ في ذلك موقفا شبيها بموقف أوكام، فدعا إلى أن يهتم الإيمان والعقل كل بميدانه الخاص دون أن يتعدى أحدهما على حدود الآخر، والوظيفة الوحيدة التي يعزوها إلى العقل في الميدان الديني هي استخلاص النتائج من المبادئ المقبولة بالإيمان.
25
بذلك أسدى بيكون خدمة كبرى إلى العلم، وجنبه تدخل رجال اللاهوت الذين كانوا يرون أنفسهم «علماء» أصحاب الرأي المطلق في كل كشف جديد؛ لأنهم حملة الأسرار الإلهية، ولا يستطيع أحد أن يشك في إيمان بيكون بتعاليم الدين،
ناپیژندل شوی مخ