اګسټینوس: لنډه مقدمه
أوغسطينوس: مقدمة قصيرة جدا
ژانرونه
De Genesi ad litteram ) أنه لقد كان من قبيل التبسيط لو استقت ذرية آدم الأرواح وكذلك الأجساد من أبيها الأول بالوراثة. لكن هذا المذهب (انتقال الروح بالوراثة) الذي يقضي بأن الأرواح تكتسب بالوراثة يحمل في طياته مضامين مادية أكثر على الأقل مما يشعر الأفلاطونيون بالانسجام معه. وربما كان من المفضل القول بأن الرب يخلق صراحة روحا لكل شخص أثناء خلقه (تجاهل أوغسطينوس الاعتراض على أن الخالق يجب ألا يتجشم عناء لا نهاية له باعتباره اعتراضا سخيفا) أو أن كل الأرواح، وهي وجهة النظر الأكثر أفلاطونية، موجودة في الرب من البداية، وهي إما ترسل وإما تختار أن تأتي وتستوطن الأجساد على الأرض. وكان الفلاسفة الأفلاطونيون الحداثيون مختلفين فيما بينهم حول الإجابة الصحيحة، ولم يقدم الإنجيل ما يسترشدون به. في ذهن أفلاطون، لم يكن بالإمكان استبعاد أي من تلك الخيارات نهائيا. ورفضه التصريح برأي محدد جلب عليه نقدا شديدا من بعض من شعروا أن هذه المسألة ببساطة لا يصح أن تترك معلقة في ظلمات الحيرة. لكن أوغسطينوس ظل على رأيه.
إن عدم الثقة بالنفس فيما يتعلق بقدرة العقول المحدودة على فهم اللامحدود والسرمدي أفضت به إلى استخدام لغة نسبية بقوة عن الرب الذي يتجاوز معرفتنا. وتعليقا على مقدمة إنجيل يوحنا، كتب أوغسطينوس: «لأن يوحنا أوحي إليه، كان قادرا على أن ينطق بشيء. ولو لم يوح إليه، لما كان لينبس ببنت شفة.» وحتى قبول الوحي الإلهي بوساطة من الإنجيل جعل القول بأن هذا الوحي ملائم للقدرة المتواضعة للمتلقي ومعبر عنه بالصور قولا غير مؤهل (الاعترافات، الكتاب الثالث عشر). في عبارة واحدة صريحة، أعلن أوغسطينوس أن هذا المبدأ لا بد أنه أقل من المقبول بالنسبة إلى الرب «إذا كان باستطاعتك فهمه» (العظات)، أو، وهو الأمر الذي ينطوي على مفارقة، «من الأفضل أن تجد الرب بألا تجده [أي بإدراك أنه يتجاوز قدرتك على الفهم والاستيعاب] عن أن يستقر رأيك على ألا تجده» (الاعترافات، الكتاب الأول). إن سببية النعمة دائما ما تتجاوز فهم البشر (حول الروح والحرف
De spiritu et littera ). ومع ذلك، فإن اللاأدرية المهولة لهذه المقولات لم تتراجع وتستحيل شكا، وكان أوغسطينوس يعلم أن هناك درجات لانعدام الكفاية.
واجه أوغسطينوس الأكاديميين المشككين في احتمالية اليقين كرجل كان في فترة من الفترات واحدا منهم. طاب لهم القول بأن المرء يستحيل أن يصل للحقيقة، بل جل ما يستطيع أن يبلغه محض احتمال أو تقريب؛ شيء أشبه بالحقيقة. وظن أوغسطينوس أنه إذا استطاع القول بأن ثمة مقترحا ما يشبه الحقيقة، فلا بد أن هناك حقيقة يحكم المرء بناء عليها أن ذلك المقترح يشبهها. ولقد أكد كثيرا على حجة غالبا ما كان يكررها، وأمست، في سياق آخر، ذات أهمية كبيرة لديكارت في القرن السابع عشر: «أنا أفكر، إذن أنا موجود؛ حتى وإن كنت مخطئا، فأنا موجود.» إن الشخص الذي يشكك يجب أن يكون على الأقل واثقا تمام الثقة بوجوده الشخصي ، وإلا لما كان في موقف يسمح له بالشك. ولذا، فإن تعليق الحكم ليس موقفا محكما أو عقلانيا.
قد نلاحظ بشكل عابر أن أوغسطينوس، على العكس من ديكارت، لم يحتج بأن اليقين موجود حصريا في الحالة الذاتية للعقل الشكاك؛ فهو لم يكن بحاجة، شأن ديكارت، لأن يجعل تفكيره الأساس الوحيد للمعرفة. لكن صحيح أنه اعتبر الحقائق المحضة للرياضيات مؤكدة عن أي إدراكات حسية للحواس الخمس.
أسهب أوغسطينوس في حجته بقدر أكبر - في اتجاه أفلاطوني - إذ ألمح إلى أن هناك قدرة لدى العقل لمعرفة الحقائق بطريقة أهم بمراحل من سيل الأحاسيس والإدراكات النابع من الجسد. ولذا، إذا كان شيء ما غير قابل للنقاش، فالواقع أن ثمة حقائق يمكن معرفتها. العقل يصبو للحقيقة، وما من أحد يتحمل أن يتعرض للخداع (الاعترافات، الكتاب العاشر؛ العظات؛ العقيدة المسيحية
De doctrina christiana ). وما من أحد يمكن أن ينعم بالسعادة إذا كان يرغب في الحقيقة بشدة لكنه لا يستطيع أن ينالها. لكن هذا الاقتراح الأخير عدله أوغسطينوس تحت ضغط اعتبار ديني؛ ففي الحقيقة الدينية، لا تمثل المعرفة ملكية ثابتة للعارف، لكنها علاقة لا تفتأ تتنامى بالرب. وكل شخص يسعى وراء الحقيقة سيجد لديه الرب إلى جواره يشد من أزره، وهذا بحد ذاته يكفي لنيل السعادة حتى من دون الفهم الكامل للحقيقة الجاري السعي وراءها (عن الحياة السعيدة). والاستمتاع بالرب «رضا لا يشبع منه الإنسان» (العظات). في عدد من النصوص، يبني أوغسطينوس سلما يرتقي عليه يشتمل على سبع درجات لتطور الروح في نضج الفهم (حول الدين الحق؛ كمية النفوس
De quantitate animae ؛ العقيدة المسيحية).
لم يظن أوغسطينوس أن هناك معرفة لا يلعب فيها العقل العارف دورا كبيرا. فمن ناحية، ما من شيء يعرف ما لم تكن هناك رغبة داخلية للعقل تنتقل به إلى الرغبة في الفهم. ولا يسعنا أن نحب ما لا يعرف عنه شيء. لكن هذه البديهية تفترض مسبقا أن المرء لديه بالفعل فكرة عن الموضوع الذي يثير فضوله. «من العناصر المهمة في عملية الكشف أن تطرح السؤال الصحيح وأن تكون على دراية بما تود أن تكتشفه » (مقدمة «أسئلة عن التوراة»
Quaestiones de Heptateucho ). ولقد استخدم لغة أفلاطونية تعبيرا عن العملية التعليمية؛ فهي استدعاء لقدرة - معرفة نوعا ما - موجودة بالفعل.
ناپیژندل شوی مخ