كأنه نحت حتى صار كالحائط ووجهه إلى جهة الغرب وظهره إلى جهة الشرق، وهو ممتد شمالا وجنوبا وطرفه الجنوبي متصل ببلاد اليمن حتى يقارب صعدة (1) ويصير منها على مسيرة ثلاثة أيام بالتقريب، واليمامة وحجر في ظهره قريبا من منتصفه [33 ب] وبينهما وبين وجهه تقدير مسافة يومين، وكذلك يبرين (2) في ظهر العارض، ويبرين لها نخل كثير وعينان من الماء يجريان.
جبل الطور: من المشترك (3): الطور في اللغة العبرانية اسم لكل جبل ثم صار علما لجبال بعينها، منها طور زيتا بلفظ الزيت، علم لجبل معروف قرب رأس عين، وطور زيتا أيضا جبل بالقدس، وفي الأثر مات بطور زيتا سبعون ألف نبي قتلهم الجوع، وطور جبل بعينه مطل على طبرية، وطور سينا (4) اختلفوا فيه فقيل هو جبل بقرب أيلة وقيل بالشام، وقيل سينا حجارته (5)، وقيل شجر فيه، وطور هارون علم لجبل عال مشرف في قبلة القدس قبر هارون في رأسه.
جبل الثلج وجبل لبنان وجبل اللكام: جميع هذه الجبال متصلة بعضها ببعض حتى صارت جبلا [ممتدا] (6) من الجنوب إلى الشمال، فالطرف الجنوبي لهذا الجبل بالقرب من صفد (7)، قال في رسم المعمور: جبل الثلج حيث الطول تسع [وخمسون] (8) وخمس وأربعون دقيقة والعرض اثنتان وثلاثون، وهو يمتد إلى
مخ ۱۰۴