د خزاڼ لومړنۍ: يوې سپینو لوري کیسه
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
ژانرونه
ثم أردف مرة أخرى: «برحمة الرب العلي القدير وبعنايته الإلهية يسترد روح أخينا المتنيح من هذا العالم.»
وأخيرا، وبارتياح، كرر الصوت الواهن الشبيه بنغمة المزمار على نحو أقل رتابة من المعتاد، قائلا: «نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم. آمين.»
سمعت سابين، التي كان يكمن في طبيعتها الصلبة شيء يبتهج في الجو العاصف، القداس بشق النفس. وقفت تتأمل الجمال الجامح للسماء والبحر البعيد والأهوار، وتفكر في أنه لا بد وأن الأمور عند دفن أول شخص من عائلة بينتلاند كانت مختلفة كثيرا عن هذا الطقس المتهيب والمتعجل الذي اتسم به دفن آخر الراحلين من العائلة ذاتها. ظلت تتخيل أولئك البيورتانيين المتشددين المتعصبين المتزمتين الأوائل واقفين على أضرحتهم كأشباح تتأمل بسخرية الهيئة الأنيقة لأسقف الطبقة الأرستقراطية وكتاب الصلوات المرصع بالجواهر الخاص به ... •••
بدأ حافرو القبور البولنديون عملهم بتبلد غير مبالين بالعاصفة، وقبل أن تتحرك السيارة الأولى نزولا على الدرب الصخري المنحدر، انهمرت الأمطار بعنف جنوني جامح، مندفعة إلى الداخل مشكلة جدارا عبر البحر والأهوار المعتمة. رفعت سابين، وهي تقف عند باب سيارتها، رأسها وأخذت نفسا عميقا، كما لو أن القوة الوحشية المدمرة للعاصفة ملأتها بنوع من النشوة.
وفي اليوم التالي، وفي أجواء باردة ومشرقة وصافية بعد هبوب العاصفة، شق موكب ثان طريقه إلى أعلى التل الأجرد عبر الدرب الصخري، ولكن في هذه المرة لم يحضر الأسقف سمولوود، ولا ابن العم سترازرس بينتلاند؛ لأنهما كانا قد استدعيا على نحو مفاجئ وغامض. ولم يحضر آنسون لأنه لم تكن له صلة بوغد مثل هوراس بينتلاند، حتى في الموت. وفي مجموعة صغيرة حول القبر المفتوح، وقفت أوليفيا وجون بينتلاند والعمة كاسي، التي كانت قد جاءت، على أي حال، لأن المتوفى كان يحمل اسم بينتلاند، والآنسة هادون (بعباءتها الصوفية الثقيلة)، التي لم تكن تفوت أبدا أي جنازة وكانت قد علمت بهذه الجنازة من صديقها، الحانوتي، الذي كان يطلعها دوما على آخر أخبار الجنازات. ولم يحضر أي من الأصدقاء ليحمل التابوت إلى القبر، ولذلك قسم هذا العمل بين رجال الحانوتي وحافري القبور ...
وبدأ القداس مرة أخرى، ولكن هذه المرة تلاه الكاهن، الذي بدا أنه رسخ أقدامه في المكانة المقدسة منذ رحيل الأسقف ... «قال الرب: أنا هو القيامة والحياة ...» «لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعد ما عبر، وكهزيع من الليل ...» «إحصاء أيامنا، هكذا علمنا فنؤتى قلب حكمة.»
بكت العمة كاسي مرة أخرى، رغم أن مستوى أدائها كان أقل جودة من اليوم السابق، أما أوليفيا وجون بينتلاند فوقفا في صمت بينما دفن هوراس بينتلاند أخيرا وسط تلك المستعمرة الصغيرة من الأموات المتجهمين والمحترمين.
وقفت سابين هناك أيضا، على مسافة قصيرة، كما لو أنها تكره جميع الجنازات. كانت تعرف هوراس بينتلاند وكانت قد زارته في منفاه الطويل كلما قادتها جولاتها إلى جنوب فرنسا، ولم يكن ذلك من منطلق الحب بقدر ما كان من منطلق إثارة غيظ الأفراد الآخرين في العائلة. (لا بد أنه كان أسعد في ذلك البلد الثري الدافئ أكثر مما كان على هذه الأرض الصخرية الباردة.) ولكنها لم تأت اليوم لأسباب عاطفية، وإنما كان السبب أن حضورها منحها الفرصة لانتصار على العمة كاسي. كان بوسعها أن تراقب بعينيها الخضراوين الباردتين العمة كاسي أثناء وقوفهم جميعا لدفن مصدر الإحراج والخزي للعائلة. كانت سابين، التي لم تحضر أي جنازة منذ وفاة والدها قبل خمسة وعشرين عاما، قد تسلقت التل الصخري المؤدي إلى مدافن بلدة دورهام مرتين في أسبوع واحد ...
كان الكاهن يتلو مكررا ... «نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم. آمين .»
انصرف الرهط في صمت، وفي صمت أيضا اختفى أفراده عن الأنظار عند حافة التل أثناء نزولهم على الدرب المنحدر. انتهت مراسم الجنازة السرية وترك هوراس بينتلاند بمفرده مع حفاري القبور البولنديين، بعدما عاد أخيرا إلى أرض الوطن.
ناپیژندل شوی مخ