122

د خزاڼ لومړنۍ: يوې سپینو لوري کیسه

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

ژانرونه

ولكنه لم يفر بالسرعة الكافية، إذ إن عيني العمة كاسي الحادتين لمحتاه وهو يغادر المنزل في اتجاه الإسطبل. التقت بأوليفيا عند المدخل، فقبلتها وقالت: «هل الشاب الذي رأيته يغادر توا هو فتى سيبيل؟»

ردت أوليفيا: «أجل. كنا نتحدث عن سيبيل. قلت له أنه يجب ألا يفكر في الزواج منها.»

أشرق وجه العمة كاسي الشاحب بابتسامة استحسان. وأردفت قائلة: «أنا سعيدة يا عزيزتي، بأنك تتحلين بالعقلانية حيال هذا. كنت أخشى ألا تكوني كذلك، ولكنني لم أود التدخل. لا أعتقد أبدا أن خيرا يأتي من وراء هذا، ما لم يكن المرء مجبرا عليه. إنه ليس الشخص المناسب لسيبيل ... رباه، لا أحد يعرف أي شيء عنه. لا يمكنك أن تدعي فتاة تتزوج بتلك الطريقة ... من أي شخص يطرق بابها. بالإضافة إلى ذلك، السيدة بولسفير تراسلني ... أنت تتذكرينها، يا أوليفيا، خالة فتى عائلة مانرينج التي كانت تمتلك منزلا في شارع تشيسنت ... في الواقع، هي تعيش في باريس الآن في فندق كونتيننتال، وكتبت لي أنها اكتشفت لغزا غامضا بخصوص والدته. على ما يبدو لا أحد يعرف عنها الكثير.»

قالت أوليفيا: «يا إلهي، وهل ينبغي أن تراسلك بخصوص أمر كهذا؟ ما الذي جعلها تظن أنك يمكن أن تكوني مهتمة؟» «حسنا، كنا أنا وكيت بولسفير نرتاد المدرسة نفسها، وما نزال نتبادل الرسائل من وقت إلى آخر. كل ما في الأمر أنه تصادف أنني ذكرت اسم الفتى حين كنت أكتب لها عن سابين. قالت، بالمناسبة، إن سابين لديها أصدقاء غريبين جدا في باريس وإن سابين لم تزرها كثيرا مطلقا أو تطلب منها تناول الشاي معها. وثمة فضيحة جديدة بخصوص زوج سابين وامرأة إيطالية. وقعت في مدينة فينيسيا.» «ولكنه لم يعد زوجها.»

جلست السيدة العجوز وأخذت تفصح عن الأخبار التي جاءتها من رسالة كيت بولسفير؛ ومع كل كلمة بدا أنها تزداد قوة أكثر فأكثر، ويقل شحوبها وإجهادها شيئا فشيئا. (قالت أوليفيا في نفسها: «لا بد أن هذا هو أثر المصائب الكثيرة التي احتوتها رسالة واحدة.»)

رأت حينئذ أنها تصرفت في الوقت المناسب وكانت سعيدة بأنها كذبت، بطريقة قاطعة جدا، ومقتضبة جدا، دون أن تفكر في السبب وراء تصرفها هذا. لأن السيدة بولسفير كانت عازمة على سبر غور المسألة، حتى لو لم يكن يوجد سبب سوى إيذاء سابين؛ لقد عاشت فيما مضى في منزل في شارع تشيسنت ستريت كان يرى منه مدخل كل بيت من البيوت المحيطة. كانت واحدة من الأموات الذين أشار إليهم جون بينتلاند، الذين كانت حياتهم تتمحور حول التلصص على حياة الآخرين.

4

منذ اللحظة التي التقت فيها أوليفيا بالسيد جافين على الطريق الرئيسية حتى المأساة التي وقعت بعدها بيومين، بدا لها أن الحياة في منزل عائلة بينتلاند فقدت كل واقعيتها. وعندما فكرت في الأمر بعد ذلك بفترة طويلة، وجدت أن الساعات صارت أشبه بكابوس، انفكت فيه تعويذة السحر القديمة وأفسحت الطريق أمام إحساس مرهق بنزاع بين قوى، تمحورت حولها، وتركتها في النهاية مجروحة وكسيرة قليلا، ولكن تشعر بالأمان.

مرة أخرى استقرت الحرارة الخانقة التي كانت تغشى تلك الناحية من نيو إنجلاند من وقت إلى آخر، تاركة أوراق الأشجار متدلية في وهن وذبول، وتعود لتستقر فوق المروج والأهوار، وفي منتصف فترة ما بعد الظهيرة ظهر مشهد نادر الحدوث للغاية؛ ألا وهو تحرك سابين الكسولة تحت أشعة الشمس الحارقة. شاهدتها أوليفيا قادمة عبر الحقول، لا يقيها من أشعة الشمس اللافحة إلا المظلة الصفراء البسيطة. تقدمت ببطء وعدم اكتراث، وحتى دخلت غرفة الاستقبال الباردة المظلمة، كانت تبدو سابين الملولة المألوفة؛ ولم يظهر الاختلاف إلا بعد أن ألقت التحية على أوليفيا.

قالت باقتضاب: «سأغادر بعد غد.» وبدلا من أن تجلس ليتحادثا، ظلت تجول في الغرفة باضطراب، وهي تتفحص التحف الفنية الخاصة بهوراس بينتلاند وتقلب صفحات الكتب والمجلات دون أن ترى ما فيها.

ناپیژندل شوی مخ