د خزاڼ لومړنۍ: يوې سپینو لوري کیسه
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
ژانرونه
وبينما كانت ترتدي ملابسها، قالت في نفسها: «بعد غد، سأبلغ أربعين عاما. ربما لهذا السبب أشعر بالإعياء والكآبة. ربما أنا على أعتاب مرحلة منتصف العمر. ولكن هذا مستحيل. فأنا أتمتع بالقوة والصحة الجيدة وأبدو صغيرة في السن، رغم كل شيء. أنا متعبة بسبب ما حدث في الليلة السابقة.» ثم جال في خاطرها فكرة أنه ربما راودت نفس هذه الأفكار السيدة سومز مرارا وتكرارا طوال الفترة الطويلة التي أخلصت فيها لجون بينتلاند. قالت في نفسها: «كلا، مهما حدث لن أعيش الحياة التي عاشتها. أي شيء أفضل من ذلك ... أي شيء.»
بدا لها غريبا أن تستيقظ وتجد أن لا شيء تغير في العالم كله من حولها. بعد ما حدث في الليلة السابقة في غرفة المكتبة وفي المروج المعتمة، لا بد أن هذا ترك أثرا ما على الحياة في منزل عائلة بينتلاند. لا بد أن المنزل في حد ذاته والمشهد الطبيعي نفسه قد سجلا ما حدث؛ ورغم ذلك كان كل شيء على حاله. انتابتها صدمة مفاجئة ضئيلة عندما وجدت أشعة الشمس ساطعة، ورأت هيجينز في ساحة الإسطبل يسرج حصانها ويصفر طوال الوقت بروح معنوية مرتفعة على نحو مبالغ فيه، وسمعت صوت نباح كلاب البيجل من بعيد، ورأت سيبيل تعبر المروج في اتجاه النهر لتقابل جان. كان كل شيء على حاله، حتى هيجينز، الذي حسبته بالخطأ شبحا أثناء عبوره المروج المغطاة بالضباب قبل بضع ساعات. بدا وكأنه توجد نسختان للحقيقة في منزل عائلة بينتلاند - واحدة، ربما يقال عنها، إنها تخص النهار، والأخرى تخص الظلمة - كما لو أن ثمة حياة - سرية وخفية - كامنة تحت السطح المشرق المبهج لعالم يتألف من الحقول والأشجار الخضراء، وصوت نباح الكلاب، ورائحة القهوة التي تفوح من المطبخ، وصوت سائس الخيل وهو يصفر بينما يسرج جوادا أصيلا. كان من سوء الطالع أن منحها الحظ نفاذ بصيرة إلى كلا العالمين؛ العالم المشرق المبهج والعالم المعتم الضبابي. لم يكن الآخرون، ربما باستثناء جون بينتلاند العجوز، يرون إلا هذه الحياة المشرقة الرغدة التي بدأت تتحرك من حولها.
فكرت مليا في أن أي شخص غريب يدخل منزل عائلة بينتلاند من شأنه أن يجده منزلا مبهجا ومريحا، حيث الحياة فيه رغدة بل ومترفة، حيث الجميع تحت حماية الثروة. من شأن ذلك الغريب أن يجدهم جميعا أشخاصا طبيعيين مبتهجين ودودين من عائلة محترمة بل ومتميزة. ومن شأنه أن يقول: «هذا العالم متماسك ومريح وآمن.»
أجل، من شأنه أن يبدو كذلك لشخص غريب، ولذلك ربما لا وجود لذلك العالم المعتم المخيف إلا في مخيلتها. ربما هي نفسها مريضة، وغير متزنة قليلا وسوداوية ... وربما تكون مخبولة قليلا مثل العجوز في الجناح الشمالي.
قالت في نفسها إنه، مع ذلك، لا بد أن معظم البيوت، ومعظم العائلات، لديها حياة مزدوجة كتلك؛ حياة يراها العالم الخارجي وأخرى تظل مخفية عن العيون.
وبينما كانت ترفع رقبة حذائها، سمعت صوت هيجينز، صاخبا ومرحا، يتبادل المزح الغرامية مع خادمة المطبخ الأيرلندية الجديدة، ليحجزها لنفسه بذلك. •••
اعتلت الفرس بفتور همة، تاركة إياها تقود الطريق عبر الأيكة الكثيفة على طول المسارات المعتمة الباردة التي لطالما سارت فيها هي ومايكل معا. لم يغير هواء الصباح من معنوياتها. كان ثمة شيء يبعث على الحزن في ركوب الخيل وحدها عبر النفق الأخضر الطويل.
وعندما خرجت أخيرا على الجانب المقابل لحقل النعناع البري حيث كانا قد التقيا بالآنسة بيفي، رأت سيارة من نوع فورد متوقفة على جانب الطريق ورجلا واقفا بجوارها، يدخن سيجارا وينظر إلى المحرك كما لو كان في ورطة. لم تر شيئا أكثر من ذلك وكانت ستتجاوزه دون أن تكلف نفسها عناء أن تلقي نظرة ثانية عليه، لولا أن سمعت اسمها ينادى. «أنت السيدة بينتلاند، أليس كذلك؟»
فاقتربت بالفرس. وقالت: «بلى، أنا السيدة بينتلاند.»
كان رجلا ضئيل البنية، متأنقا للغاية في بدلة ذات نقوش مربعة صغيرة، وياقة بيضاء عالية ومتصلبة بدت وكأنها تخنقه. كان يضع نظارة أنف وعلى وجهه نظرة بالغة التهذيب. وبينما كانت تلتفت، خلع قبعة القش التي كان يعتمرها وتقدم نحوها مظهرا قدرا كبيرا من التهذيب، وانحنى وابتسم بود.
ناپیژندل شوی مخ