113

د خزاڼ لومړنۍ: يوې سپینو لوري کیسه

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

ژانرونه

وكانت خائفة لأنه كان قويا جدا؛ لأنه لم يطلب منها أن تفعل شيئا لم يفعله هو نفسه.

لن تعرف أبدا على وجه اليقين. رأت، في نهاية المطاف، أن جون بينتلاند الذي تركته قبل قليل كان لا يزال لغزا، ملثما بالغموض، تعجز عن سبر أغواره، ربما إلى الأبد. لم تره على حقيقته مطلقا. •••

وبينما كانت تقف عند الجسر تحت الظلال الكثيفة لأشجار الزعرور البري، تلاشى من حولها الإحساس بالزمان أو المكان، وبالعالم من حولها، بحيث لم تكن واعية إلا بنفسها بصفتها مخلوقة تتجرع كأس المعاناة. قالت في نفسها: «ربما يكون محقا. ربما صرت مثلهم، ولذلك يستمر هذا الصراع. ربما لو كنت شخصا عاديا ... سليم العقل وحسن الطوية ... مثل هيجينز ... لن توجد أي معاناة، ولا شكوك، ولا رهبة من التصرف بكل بساطة، وبلا تردد.»

تذكرت ما قاله الرجل المسن عن عالم صارت فيه جميع التصرفات مقيدة، عالم يرضى فيه المرء بمراقبة الآخرين وهم يتصرفون، وأن يعيش حياتهم. كانت قد خطرت على بالها كلمة «سليم العقل» بتلقائية شديدة وببساطة باعتبارها الكلمة الدقيقة لوصف الحالة الذهنية المناقضة للحال الذي كان عليه دوما منزل عائلة بينتلاند، وأفزعتها فكرة أنه ربما كان هذا الشيء الذي يدعى «أن تكون من آل بينتلاند»، هذه الحالة من الافتتان، كانت في نهاية المطاف مجرد حالة مرضية، ضربا من الجنون الذي يشل القدرة على التصرف تماما. وبذلك، يظل المرء يعيش في الماضي، مكبلا بديون من الشرف وواجبات تجاه أناس فارقوا الحياة قبل قرن أو أكثر من الزمان.

قالت في نفسها: «يجب، ولو لمرة واحدة، أن أتحلى بالقدرة على فعل ما أريده، ما أظنه صوابا.»

وفكرت مجددا فيما قالته سابين عندما وصفت نيو إنجلاند بأنها «مكان تصبح فيه الأفكار أرقى وأقل»، حيث يتحول كل تصرف إلى مشكلة سلوك أخلاقي، ممارسة للفلسفة المتعالية. كان هذا آخذا في الزوال الآن، حتى عن نيو إنجلاند، ومع ذلك ما زال متشبثا بعالم آل بينتلاند، إلى جانب الهدايا التذكارية من «الأصدقاء الأعزاء» المشاهير. وحتى تخزين الهدايا التذكارية في العلية لم يغير شيئا. كان كل شيء يخص عائلة بينتلاند آخذا في الزوال؛ فلم يعد يوجد أي شيء من هذا القبيل في نيو إنجلاند الخاصة بأوهارا وهيجينز وعمال المصانع البولنديين في دورهام. كانت القرية نفسها قد صارت مكانا جديدا ومختلفا.

وفي خضم هذا التمرد، باتت تدرك، بتلك الفطنة الغريبة التي بدا أنها كانت تؤثر على جميع حواسها، أنها لم تعد بمفردها على الجسر وسط المروج الخالية المغطاة بالضباب. أدركت فجأة وبيقين غريب أنه كان ثمة آخرون في مكان ما على مقربة منها وسط الظلام، ربما يراقبونها، واجتاحتها للحظة موجة من الشعور السريع والمفزع بالخوف الذي كان أحيانا يجتاحها في منزل عائلة بينتلاند في الأوقات التي كان يساورها فيها شعور بأن أشباحا لا يمكن رؤيتها أو لمسها تحيط بها. وتبينت على الفور تقريبا، وسط الضباب الذي يغطي المروج، شخصين، رجلا وامرأة، يسيران متقاربين جدا، وأحدهما يتأبط ذراع الآخر. للحظة قالت في نفسها: «هل جننت حقا؟ هل حقا أرى أشباحا؟» خطرت لها الفكرة الغريبة التي مفادها أن هذين الشخصين ربما كانا سافينا بينتلاند وتوبي كاين، وقد قاما من قبرهما المجهول وسط البحر ليهيما عبر الحقول والأهوار حول منزل عائلة بينتلاند. وبينما كانا يتحركان عبر الضباب المنتشر والمرصع بالنجوم، بدوا مبهمين وغير محددي الملامح ومبتلين، مثل شخصين خرجا توا من الماء. تخيلتهما يخرجان، مبتلين يقطران الماء، من وسط الأمواج ويعبران الزبد الأبيض للشاطئ في طريقهما إلى المنزل العتيق الكبير ...

والغريب في الأمر أن المشهد لم يملأها بأي شعور بالرهبة، وإنما فقط بالافتتان.

وبعد ذلك، بينما كانا يقتربان أكثر، تعرفت على الرجل - كان شيء ما من أول وهلة مألوفا على نحو مبهم في المشية المتغطرسة المتبخترة. عرفت الساقين المتقوستين وتملكتها فجأة رغبة في الضحك بشدة ضحكا هيستيريا. لم يكن هذا سوى هيجينز الشبيه بالأرنب منخرطا في مغامرة عاطفية جديدة. بهدوء تراجعت إلى ظلال أشجار الزعرور البري ومر الثنائي من أمامها، على مقربة شديدة لدرجة أنه كان بوسعها أن تمد يدها وتلمسهما. وحينئذ فقط تعرفت على المرأة. هذه المرة لم تكن فتاة بولندية من القرية. كانت الآنسة إيجان؛ الآنسة إيجان المتيبسة الكفء، التي أغواها هيجينز. كانت تستند عليه وهما يسيران؛ نسخة غريبة منكسرة أنثوية من الآنسة إيجان لم ترها أوليفيا من قبل مطلقا.

على الفور قالت في نفسها: «لقد تركت السيدة بينتلاند العجوز بمفردها. قد يحدث أي شيء. يجب أن أعود بسرعة إلى المنزل.» وانتابتها نوبة غضب سريعة من الممرضة المخادعة، تبعتها لحظة حدس خاطفة بدا أنها وضحت كل ما حدث منذ تلك الليلة الحارة في أوائل فصل الصيف حين رأت هيجينز يقفز فوق السور مثل الماعز ليهرب من وهج أضواء السيارات. كانت المرأة المجهولة التي اختفت وراء السور في تلك الليلة هي الآنسة إيجان. لقد كانت تترك السيدة المسنة بمفردها ليلة تلو الأخرى منذ ذلك الحين؛ وهذا يفسر تبرمها المفاجئ وحنقها في اليومين الماضيين عندما كان هيجينز محتجزا برفقة الرجل المسن.

ناپیژندل شوی مخ