د خزاڼ لومړنۍ: يوې سپینو لوري کیسه
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
ژانرونه
نهض وفتح إحدى خزائن الكتب، وأخرج زجاجة ويسكي. قال، وهو ينظر إليها: «لا تقلقي يا أوليفيا، لن أكررها ثانية. كل ما في الأمر أنني أشعر بالضعف. لن يحدث مجددا مطلقا ... ما حدث بالأمس ... مطلقا. أعدك بذلك.»
صب كأسا كاملة وعاود الجلوس، يرتشف الويسكي على مهل أثناء حديثه. «وهكذا تزوجنا، وظننت أنني وقعت في حبها؛ لأنني لم أكن أعرف أي شيء عن مثل هذه الأمور ... لا شيء. لم يكن حبا حقا ... أوليفيا، سأخبرك بالحقيقة ... بكل شيء ... الحقيقة كاملة. لم يكن حبا حقا. كل ما في الأمر أنها كانت المرأة الوحيدة التي تقربت منها بتلك الطريقة ... كنت شابا قويا معافى.»
بدأ يتحدث ببطء أكثر فأكثر، كما لو أن كل كلمة كانت تخرج من شفتيه بجهد جهيد نابع من الإرادة. وتابع حديثه بمرارة: «ولم تكن تفقه شيئا ... لا شيء على الإطلاق. كانت تمثل كل ما يفترض أن تكون عليه امرأة شابة. وبعد الليلة الأولى من شهر العسل، لم تعد الإنسانة نفسها مرة أخرى ... لم تعد الإنسانة نفسها مطلقا، يا أوليفيا. هل تعرفين ما الذي يعنيه هذا؟ انتهى شهر العسل بحالة من الجنون، هوس دائم. كانت قد تربت على تصور مثل هذه الأمور برهبة مقدسة، وكانت بعائلتها مسحة من الجنون. لم تعد الإنسانة نفسها مرة أخرى»، كررها بنبرة حزينة، وأردف قائلا: «وعندما ولد آنسون ذهب عقلها تماما. ما كانت لتلتقي بي أو تتحدث إلي. توهمت أنني ألحقت بها العار إلى الأبد ... وبعد ذلك لم يكن بالإمكان أن تترك وحدها دون رقيب. لم تعد تخرج إلى العالم مطلقا ...»
تلاشى الصوت حتى صار همسا مبحوحا. كان قد أفرغ كأس الويسكي بجهد بالغ ليخترق القوقعة الفولاذية التي كان قد أغلق على نفسه داخلها بعيدا عن العالم، وعن أوليفيا التي كان يكن لها معزة، ربما أكثر حتى من السيدة سومز، التي أحبها. ومن على مسافة بعيدة، استمر عزف الموسيقى، وهذه المرة كان يصاحبه صوت تيريز الأجش بنبرة عالية وهي تغني أغنية «أنا واقع في الحب مرة أخرى وقد جاء الربيع.» ... تيريز، السمراء، الساخرة، العنيدة، التي لم يكن في حياتها، بداية من الضفادع وصولا إلى الرجال، إلا أسرارا قليلة جدا.
واصل جون بينتلاند حديثه بوهن قائلا: «ولكن القصة لم تنته عند هذا الحد. بل استمرت ... لأنني صرت أعرف كيف يكون الوقوع في الحب حين التقيت بالسيدة سومز ... حينئذ فقط»، قالها بنبرة حزينة، كما لو أنه رأى المأساة من بعيد كأنها شيء لا يخصه. وكرر قوله قائلا: «حينئذ فقط، عندما كان الأوان قد فات. بعد كل ما فعلته من أجلها، كان قد فات أوان الوقوع في الحب. عجزت عن التخلي عنها. كان هذا مستحيلا. ما كان ينبغي أبدا أن يحدث.» عدل وضعية جسده الواهن المتصلب وأضاف قائلا: «لقد أخبرتك بكل هذا يا أوليفيا؛ لأنني أريدك أن تفهمي السبب وراء أنني أحيانا ...» توقف عن الحديث لبرهة ثم واصل حديثه بكل عزم قائلا: «السبب وراء أنني أتصرف بوحشية مثلما فعلت أمس. لقد مرت علي أوقات كان فيها هذا التصرف هو السبيل الوحيد حتى يمكنني من مواصلة الحياة ... وهو لا يضر أحدا. ولا يعرف كثيرون عنه شيئا ... أخفي نفسي دائما عن العيون. لم يحدث ذلك علنا مطلقا.»
ببطء امتدت يد أوليفيا البيضاء عبر سطح المكتب اللامع ولمست يده النحيلة السمراء المستقرة هناك، في هدوء، كصقر حط من عل ليستريح. لم تنبس ببنت شفة ومع ذلك انطوت اللفتة البسيطة على تعبير بليغ عجزت عنه الكلمات. جعلت تلك اللمسة الدموع تترقرق في العينين المتقدتين للمرة الثانية في حياة جون بينتلاند. لم يكن قد بكى من قبل سوى مرة واحدة ... ليلة وفاة حفيده. وأدركت أوليفيا أنها لم تكن دموعا نابعة من رثاء على الذات؛ لأنه لم يكن يوجد رثاء على الذات في الجسد الهرم الذي أوهنه الزمن؛ كانت دموعا تزرف على المأساة التي شاءت الأقدار أن يكون مهموما بها. «أريدك أن تعرفي يا عزيزتي أوليفيا ... أنني لم أخنها مطلقا، ولو لمرة واحدة طيلة كل السنوات التي مرت منذ ليلة زفافنا ... أعرف أن العالم لن يصدق هذا أبدا، ولكن أردتك أن تعرفي؛ لأنك أنت والسيدة سومز الشخصان الوحيدان المهمان لي ... وهي تعرف أن هذا صحيح.»
ومع أنها عرفت أن القصة انتهت، لم تغادر؛ لأنها أدركت أنه كان يريد منها أن تبقى، جالسة إلى جواره في صمت، تلمس يده. كان من نوعية الرجال - رجال، حسبما قالت في نفسها، مثل مايكل - يحتاجون إلى النساء بقربهم.
وبعد مدة طويلة، التفت إليها بغتة وسألها: «هذا الفتى المعجب بسيبيل؛ من يكون؟ وما صفاته؟» «سابين تعرف بشأنه.» «هذا ما يخيفني ... إنه من عالم مختلف عن عالمها ولست واثقا من أن هذا يروق لي. ففي عالم سابين، لا يهم من يكون هذا الشخص أو من أين يأتي ما دام شخصا ذكيا ومسليا.» «لقد راقبته ... وتحدثت معه. أظن أنه فيه كل ما يمكن أن تطلبه فتاة ... أقصد فتاة مثل سيبيل ... لا أنصح به لفتاة حمقاء ... فمن شأنه أن يجعل زوجة من هذا النوع تقضي أوقاتا عصيبة جدا. بالإضافة إلى ذلك، لا أظن أن في وسعنا الكثير في هذا الشأن. فسيبيل، على ما أظن، قد اتخذت قرارها.» «هل عرض عليها الزواج؟ هل تحدث إليك؟» «لا أعرف إن كان قد عرض عليها الزواج. لم يتحدث إلي. الشباب لا يهتمون بمثل هذه الأمور هذه الأيام.» «ولكن آنسون لن يعجبه هذا. ستحدث مشكلة ... وكاسي، أيضا.» «أجل ... ومع ذلك، إذا أرادته سيبيل، فسوف تتزوجه. لقد حاولت أن أعلمها أنه في مسألة كهذه ... حسنا»، ثم أشارت إشارة صغيرة بيدها البيضاء، وأردفت قائلة: «لا ينبغي لها أن تدع شيئا يشكل أي فارق.»
جلس مستغرقا في التفكير لمدة طويلة، وأخيرا، ودون أن يتطلع إليها كما لو أنه يتحدث إلى نفسه، قال: «لقد حدث ذات مرة في العائلة أن فرت المرأة مع عشيق لها ... لقد تزوج جاريد وسافينا بينتلاند بتلك الطريقة.»
قالت أوليفيا: «ولكن تلك لم تكن زيجة سعيدة ... لم تكن سعيدة جدا.» وعلى الفور، أدركت أنه كادت أن تفضح نفسها. لو كانت قد تلفظت بكلمة أو كلمتين أخريين ربما كانت ستوقع نفسها في الشرك. ورأت أنه من المستحيل أن تضيف عبء الخطابات إلى هذه الأسرار الأخرى.
ناپیژندل شوی مخ