د خزاڼ لومړنۍ: يوې سپینو لوري کیسه
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
ژانرونه
امتطيا حصانيهما بتمهل وفي صمت بينما ظلت أوليفيا تجول وتجول بأفكارها بسأم عبر المتاهة المظلمة والمتشابكة التي وجدت نفسها فيها. بدا أنه لا سبيل للخروج منها. كانت محاصرة وحبيسة سجن، في نفس اللحظة التي جاءتها فيها فرصة للسعادة.
وخرجا فجأة من الأجمة إلى الطريق المؤدي إلى منزل عائلة بينتلاند والمار من أمام منزل العمة كاسي الذي كان أشبه بمقصورة مراقبة، وبينما كانا يمران من البوابة، رأيا سيارة العمة كاسي العتيقة تتوقف على جانب الطريق. ولكن السيدة المسنة لم يكن لها أثر، ولكن على وقع الحوافر خرجت الآنسة بيفي بجسدها البدين ووجهها السخيف من بين الشجيرات على جانب الطريق، وقد تأبطت تحت ذراعيها الممتلئتين حزما كبيرة من عشب ما.
ألقت التحية على أوليفيا وأومأت برأسها لأوهارا. وصاحت قائلة: «كنت أجمع النعناع البري من أجل قططي. إنه ينمو جيدا وبكثافة في الأرض الرطبة بالقرب من الينبوع.»
ابتسمت أوليفيا ... ابتسامة أوجعتها وجعا محسوسا ... وواصلا سيرهما وقد أدركا أن عيني الآنسة بيفي الفيروزيتين تتبعانهما. كانت تعرف أن الآنسة بيفي حمقاء وبريئة للغاية لدرجة أنها لن تشك في أي شيء، ولكنها، بلا أدنى شك، ستذهب مباشرة إلى العمة كاسي بوصف تفصيلي عن اللقاء. فحياة الآنسة بيفي كانت غير مليئة بالأحداث ولقاء كهذا كان يحتل أهمية كبرى. وستجمع منها العمة كاسي جميع التفاصيل الصغيرة والكبيرة، مثل حقيقة أن أوليفيا بدت وكأنها كانت تبكي.
التفتت أوليفيا إلى أوهارا. وقالت: «الآنسة بيفي المسكينة ليست خبيثة؛ ولكنها حمقاء، وهذا أخطر بكثير.»
الفصل التاسع
1
مع اقتراب شهر أغسطس من نهايته، لم يعد هناك أدنى شك في «تدهور» حالة العمة كاسي؛ وهو ما أكده الصمت التام الذي أحاطت به حالتها الصحية. فعلى مدار أربعين عاما، كان المرء يناقش الحالة الصحية للعمة كاسي مثلما يناقش حالة الطقس؛ باعتباره شيئا له حضور دائم في وعي المرء ولا يمكنه أن يفعل شيئا بشأنه، أما الآن فقد توقفت العمة كاسي فجأة عن الحديث عن صحتها بأي شيء. بل وتخلت أيضا عن عادتها المتمثلة في التجول سيرا على الأقدام وعمدت إلى إجراء جولات زياراتها بالسيارة الصاخبة التي كانت تعارض ركوبها إلى حد الخوف والكره؛ وصارت تعتمد أكثر فأكثر على صحبة ومعونة الآنسة بيفي النشيطة. وبزعم الخوف من اللصوص، كانت قد جعلت الآنسة بيفي تنقل الفراش إلى الغرفة المجاورة لغرفتها وتركت الباب بينهما مفتوحا. اكتشفت أوليفيا أنها أصيبت بخوف شبه مرضي من أن تترك بمفردها.
وهكذا أضيفت وطأة إحباط إصابة فرد من العائلة بعلة أخرى إلى العبء الثقيل الذي خلفته وفاة جاك وحزن جون بينتلاند. وزادت مهمة تبديد سحابة الكآبة التي خيمت على المنزل العتيق أكثر وأكثر من ثقل العبء الملقى على عاتق أوليفيا. ظل آنسون كالمعتاد غير مبال بأي تغيرات في الحياة من حوله، يعيش حياته فعليا في الماضي بين أكوام الأوراق البالية، رجلا كان حاله أقرب إلى انعدام العاطفة والحيوية من أن يكون قاسيا؛ لأن طبيعته لم تكن تتسم بالحيوية أو اليقظة؛ وإنما بجمود شديد فحسب، وتفتقر إلى أي حماس. وكان من المستحيل اللجوء إلى سابين، التي بدت على نحو غريب باردة ومنفصلة عن الواقع مثل آنسون؛ بدت وكأنها تقف على مسافة بعيدا عنهم، تنتظر، وتراقبهم جميعا، حتى أوليفيا نفسها. وبالطبع، كان من المستبعد تماما أن تعكر صفو سعادة سيبيل باللجوء إليها طلبا للدعم.
كان هناك على الأقل أوهارا، الذي زاد تردده على منزل عائلة بينتلاند، بعد أن تمت الزيارة الأولى وأذيب الجليد. التقى به آنسون ذات مرة في الرواق، ببرود؛ ولكنه كان قد صار على علاقة ودية للغاية مع جون بينتلاند العجوز. كانا يتمتعان باهتمام مشترك بالخيول والكلاب والماشية؛ وإذ كان أوهارا، الذي ولد في أحياء بوسطن الفقيرة، لا يعرف سوى القليل جدا عن أي من هذه الموضوعات، فلعله وجد النبيل العجوز مصدرا قيما للمعلومات. وقال لأوليفيا: «ما كنت لآتي إلى المنزل لولاك. لا أطيق فكرة وجودك هنا ... وحدك دائما ... مهمومة دائما.»
ناپیژندل شوی مخ