د خزاڼ لومړنۍ: يوې سپینو لوري کیسه

راشه صلاح دخخني d. 1450 AH
101

د خزاڼ لومړنۍ: يوې سپینو لوري کیسه

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

ژانرونه

ولم تعد سيبيل، التي انتقلت سريعا من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الأنوثة، معتمدة عليها؛ كما صارت منعزلة وكتومة بخصوص جان، وتتهرب من والدتها بعبارات فارغة بعد أن كانت تأتمنها على كل الأسرار. ووراء المظهر الخارجي اللطيف والهادئ، كان يبدو لأوليفيا أحيانا أنه لم يسبق لها من قبل مطلقا أن كانت وحيدة وحدة هائلة وتامة بهذا القدر. وبدأت تلاحظ أن الحياة في منزل عائلة بينتلاند ترتبت من تلقاء نفسها إلى مجموعة من حجيرات معزولة، تشغل كل واحدة منها روح انعزلت عن الآخرين. ولأول مرة في حياتها، يتسنى لها استغراق وقت طويل في التفكير في نفسها.

مع بداية فصل الخريف، ستتم عامها الأربعين ... إذا كانت امرأة تدنو من منتصف العمر، ولها ابنة ربما تتزوج قريبا. وفي الثانية والأربعين من عمرها ربما تصبح جدة (بدا من المرجح حدوث هذا في حالة زوجين مثل سيبيل ودي سيون) ... جدة في الثانية والأربعين من عمرها ذات شعر أسود كثيف، وعينين مشرقتين، ووجه خال من التجاعيد ... امرأة في الثانية والأربعين وربما تبدو أصغر من سنها بعشر سنوات. لكن هذا لم يكن ليغير شيئا من حقيقة كونها جدة، مهما بدت شابة. وباعتبارها جدة، لم يكن في مقدورها تحمل أن تجعل نفسها مثارا للسخرية.

لعلها تستطيع أن تقنع سيبيل بأن تنتظر عاما أو عامين وبذلك تؤجل شرا لا بد منه، رغم أن تلك الفكرة كانت في نظرها ممقوتة أكثر. إذ كان الخوف الشديد الذي كان أحيانا يتملكها من فكرة تحولها تدريجيا إلى امرأة مسنة هو أيضا مبعث رفضها لتأجيل زواج سيبيل. فما كان يحدث لسيبيل لم يكن قد حدث لها مطلقا ولا يمكن أن يحدث لها الآن مطلقا؛ إذ كانت أكبر سنا وأصلب، بل وأكثر تشاؤما، من أي مما يحدث لها ذلك. فحين كان المرء صغير السن مثل جان وسيبيل، كان لديه مخزون لا ينضب من الإيمان والأمل. كان لا يزال يوجد بريق يحيط بالحياة بأكملها، ويجدر بالمرء أن يبدأ حياته هكذا. فتلك السنوات الأولى - بصرف النظر عما يأتي بعدها - ستكون الأغلى في حياتهما بأكملها؛ ومتأملة حالها، قالت في نفسها: «تتاح تلك الفرصة لقلة قليلة جدا من الناس، وقلة قليلة جدا منهم هي التي تستطيع أن تبني شيئا على أساس متين جدا هكذا.»

أحيانا كان يعاودها شعور مفاجئ بتأنيب الضمير من الإحساس القديم والمخجل بالغيرة من شباب سيبيل في تلك الليلة الخانقة بالشرفة المطلة على البحر. (بطريقة غريبة، بدا أن كل ما تكشف تدريجيا طوال الصيف كان قد نجم عن تلك الليلة).

غير أنها في النهاية، كانت تعود دوما إلى الفكرة نفسها ... وهي أنها ستضحي بكل شيء في سبيل اكتمال هذا الشيء الموجود بين سيبيل وذلك الشاب الأصهب المتلهف.

وعندما كانت تصبح صادقة مع نفسها، كانت تدرك أنها ما كان سيصيبها ذعر ولا خوف من أي شيء، باستثناء أوهارا. فلولاه، ما كانت ستخشى أبدا من فكرة التقدم في العمر، ورؤية سيبيل تتزوج، وأن تجد نفسها صارت جدة. كانت قد تضرعت إلى الرب من أجل حدوث هذه الأشياء، حتى إنها كانت قد تضرعت بأن يرسل القدر إلى سيبيل عاشقا كهذا تماما؛ والآن بعدما أجيبت تضرعاتها كانت تمر عليها أوقات تتمنى فيها بخبث لو أنه لم يأت، أو على الأقل لم يأت بهذه السرعة. وعندما كانت تصبح صادقة مع نفسها، كانت تأتيها الإجابة نفسها دوما ... وهي أن أوهارا كان قد جاء ليحتل أكبر جزء من اهتماماتها في الحياة.

وفي أكثر ركن خفي من جنبات روحها، لم تعد تتظاهر بأن مشاعرها تجاهه كانت مجرد صداقة. كانت مغرمة به. كانت تستيقظ صباح كل يوم تملؤها البهجة لتركب معه الخيل عبر المروج، سعيدة بأن مجيء سيبيل معهما صار شيئا فشيئا أقل تواترا؛ وفي الأيام التي كان يبقى فيها في بوسطن كان يبدو أن غمامة تعتم كل أفكارها وتصرفاتها. تحدثت معه عن مستقبله وخططه والتقدم الذي تحرزه حملته، كما لو أنها زوجته أو عشيقته. لعبت دور الخائنة لعالمها الذي اعتمدت حظوظه على نجاح أعدائه السياسيين ونفوذهم. وصارت تعتمد على تعاطفه السريع معها. كان لديه طريقة مميزة في استيعاب حالاتها المزاجية، وشعورها المفاجئ بالكآبة، طريقة لم يعرفها مطلقا العالم البارد والمتبلد الحس في منزل عائلة بينتلاند.

كانت صادقة مع نفسها بعد صباح ذلك اليوم الذي بينما كانا يركبا فيه الخيل معا عبر الدروب الرطبة الخفية بين أيكة أشجار البتولا، أوقف حصانه فجأة وأخبرها بلوعة أنه لم يعد بوسعه الاستمرار بالطريقة التي يتبعانها.

قال لها: «ماذا تريدين مني أن أفعل؟ لا يرجى مني نفع. لا أستطيع أن أفكر في شيء سواك ... طوال الليل والنهار. أذهب إلى بوسطن وأحاول العمل وأفكر فيك طوال الوقت ... أفكر فيما سنفعله. يجب أن تدركي الجحيم الذي أعيش فيه ... أن أكون بقربك هكذا ومع ذلك تعاملينني كصديق فحسب.»

وفجأة، عندما التفتت ورأت المعاناة في عينيه، عرفت أنه لم يعد يوجد أي مجال للشك. سألته بنبرة حزينة: «ماذا تريد مني أن أفعل؟ ماذا يمكنني أن أفعل؟ أنت تشعرني بأنني أرخص وأسخف امرأة على وجه الأرض.» وأضافت بصوت خفيض قائلة: «لا أقصد أن أكون هكذا يا مايكل ... أنا أحبك يا مايكل ... ها قد أخبرتك. أنت الرجل الوحيد الذي أحببته في حياتي ... ولم أكن أي مشاعر لأي أحد آخر.»

ناپیژندل شوی مخ