239

رب حتى النبت الذابل، والشجر المصوح، والأرض الماحلة، أسبل عليها غيثك، وأنزل إليها الحيا بفضلك.

اللهم قلوب ملؤها الرجاء، ونفس تحن إلى الورد وهي ظماء، وأيد مبسوطة إليك وهي من الثقة ملاء، وأعين ناظرة إليك وأنت لها ضياء، فلا تردها خائبة، ولا تزدها حسرة على حسرة. رب كيف يحرم شجرك الذي غرست، وزرعك الذي زرعت، من غيثك المدرار، وشمسك الساطعة؟ ومن يصد دنس الخلائق أن يرد نهرك فيطهر، ويسبح في حوضك الكوثر؟

يا سامع خفقات القلوب الحزينة، وزفرات الصدور الكليمة، وعالم نزعات القلوب الضالة، وجمحات الأهواء المردية، لا تدع قلبا خائفا إلا أمنته، ولا صدرا زافرا إلا روحت عنه، ولا عقلا ضالا إلا هديته، ولا هوى زائغا إلا رددته حكمة ورشدا.

اللهم عجز الفكر، وعي اللسان، ووقف القلم، ولا تزال ساحات الرحمة لا يدركها نظر، ولا يحيط بها فكر، ولا يسطرها يراع، وقد فررنا من خوفك إلى رجائك، ومن عذابك إلى رحمتك، ومن جبروتك إلى لطفك، ومن سخطك إلى رضاك، ومن حرمانك إلى نيلك، ومنك إليك. أنت الأول والآخر، والظاهر والباطن، وأنت بكل شيء عليم.

رب أعتقني

بين العبد الهرم وربه

1

رب جلل الشيب رأسي، وقيد الكبر خطوي، وفل الضعف يدي، وحنت السنون متني.

رب قد حملت الأمانة جهدي، وأديتها على قدر طاقتي، وقد أنى لي أن أستريح فأعتقني.

رب قد زرعت وحصدت، وغرست وجنيت، وعمرت الأرض، ومهدت السبل، وقد أنى لي أن أستريح، فأعتقني.

ناپیژندل شوی مخ