175

ولكن عشرات الألوف من الروم والإفريقيين قد ساروا إليهم. لقد أعد الروم لهم وأزمعوا أن يحطموهم، فوا رحمتاه للأنجاد القليلين، والغرباء النازحين!

كلا، لا خوف ولا حزن، ولا قلة ولا كثرة، انظرهم يديرونها على عدوهم حربا طاحنة، ويلجئون الروم وأعوانهم من لظى النار إلى سلاسل الإسار، انظر إلى ألوف من الروم مصفدين.

أترى الكثرة أغنت، أم ترى القلة قلت؟ ذلك آخر عهد الروم بإفريقية.

5

أين الجنود البواسل والعباد الغزاة، والبداة الذي خرجوا ينشدون الحق، ويردون الجبارين إلى العدل؟ إنهم ليسوا في برقة ولا إفريقية، ها هم أولاء في أقصى المغرب، هم اليوم في طنجة، بل هم في السوس، لقد انتهوا إلى الساحل، لقد انتهت الأرض! وا أسفا للجواد المتمطر لا يجد مجالا، والعزم المحضر لا يجد مضطربا. قد بلغوا البحر فكيف المسير؟ وفتحوا ما بين المدينة المنورة وبحر الظلمات، فأنى الفتح؟

انظر عقبة تضيق بعزمه الأرض، وتصغر في عينه الأقطار، فيدفع جواده في البحر ويصيح:

والله لو علمت وراءه أرضا لسرت غازيا في سبيل الله.

9

وحي القلم1

اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم

ناپیژندل شوی مخ