92

اتیاف من حیات می

أطياف من حياة مي

ژانرونه

قصصت شعري

ثم أخبرته أنها قصت شعرها وقصرته على «الموضة»، ولكنها أسفت عليه بالرغم من رأي المزين الروماني، فقالت: «لقد قصصت شعري، وعندما ترى من صديقاتك بعد اليوم - يا جبران - من هن في هذا الزي يمكنك أن تذكرني، وتقول لهن في سرك إنك تعرف من تشبههن!

كنت إلى شهور راغبة في التخلص من هذه الذوائب التي يقولون إن لطولها يدا في قصر عقل المرأة، وهو محض افتراء طبعا، ولكن عندما رأيت شعري بحلكته وتموجه الجميل وعقاربه الجريئة مطروحا أمامي تداعبه يد المزين شعرت بأسف على هذه الخسارة، غير أن المزين طيب خاطري بعبارات تكسرت فيها الكلمات الألمانية والإيطالية، وهو روماني على ما يقول، فهل كان في وسعي إلا أن أضحك؟!

وقد مضى يصف لي جمال الشعر القصير، ومنافعه ومميزاته، وخاصة أنه - على ما زعم المزين الصالح - يليق لي كثيرا.

وسألته إلى كم امرأة قال كل هذه الكلمات؟ فأجاب: «إني فيلسوفة.» أرأيت هذه الفيلسوفة التي تسعى إلى قص شعرها، ثم تحزن عليه، ثم تضحك لأن المزين يعزيها عن فقده بكلمات مسرحية؟!

وأين تلك الفلسفة والفتاة المذكورة تحدث بهذا الحديث عن شعر قاتم هو شعر البداوة والسمرة، تحدث فنانا شاعرا شغف بشعر الحضارة والشقرة، فهو لا يروق له إلا الشعر الذهبي، ولا يترنم إلا بجمال الشعر الذهبي، ولا يحتمل في الوجود إلا الرءوس التي تحمل الشعر الذهبي.»

يا صديقي الحلو الرقيق

وقد أجابها جبران على هذه الرسالة برسالة قصيرة ومعها «هدية» تتألف من: محفظة يد، ومرآة، وقلم جميل، وصورة يد من ريشته، فأجابته بهذه الرسالة التي تدل على أن غرامها به قد تمكن من فؤادها وأصبح شاغلا لكل جوانحها، وقد كتبتها في 17 فبراير سنة 1925، فقالت: «جبران، يا صديقي الحلو الرقيق الكريم، كن مباركا لأجل عطفك، كن مباركا لأنك تذكر، كن مباركا لأنك ترغب في إدخال السرور على نفسي.

محفظتي لي في نهاية الأمر، وهي الشيء النفيس الوسيم ، وهي الشيء الآتي منك، وقد انقشعت عنه لمسات الأيدي الغريبة، فلم تعلق به غير أثر أناملك، ولم يسفر عنه غير مظهر عطفك.

ومضت جميع الوجوه من المرآة، إلا أنها استبقت لي نظرة بعيدة قريبة من عينيك، فأتلقاها بنظري وأتملاها، فأقول لها شيئا يعرفه القرطاس كذلك.

ناپیژندل شوی مخ