رب ليل كأنه الصبح في الحس
ن، وإن كان أسود الطيلسان
قد ركضنا فيه إلى اللهو لما
وقف النجم وقفة الحيران «هكذا قال حكيم المعرة، وأنا أعلم مقدما أنه من أصحابك المقربين، فرأيت أن أبدأ هذه الرسالة من القاهرة بأبياته عسى أن يكون فيها تذكرة، وعوض عن الوحشة والبعد.»
ثم تحدثت عن ندوتها (صالونها) والحاضرين فيها، وأخبرته أن الأستاذ نجيب هواويني لم يحضر الأسبوع الماضي، وكان الصحب مشوقين إلى فكاهاته ودعاباته الظريفة، وقالت إنها ألقت محاضرة في النادي الشرقي عن «فضل مصر على الشرق»، وكانت تتوق إلى أن يسمعها ليقول لها رأيه فيها، «وعلى كل حال، فإن بعدك في أسوان لا يحول دون اطلاعك على هذه المحاضرة؛ لأنها ستنشر في الصحف، وأرجو أن أعرف رأيك فيها!» •••
وكان جبران خليل جبران قد أصدر كتابه «المواكب» سنة 1919، فكتب العقاد مقالا في جريدة الأهالي نقد فيه هذا الكتاب، وكشف فيه عن أخطاء لغوية، وانحراف في الفطرة والطبيعة الشاعرة والخيال السليم. وحدث أن سافر إلى أسوان، فبعثت إليه «مي» رسالة تقول فيها بعد الديباجة والتحيات: «وقد لاحظت قسوتك على جبران خليل جبران، وإن كنت أوافقك على بعض ما قلت وأعارضك في البعض الآخر، ولا تتسع هذه الرسالة لأن أقول لك ما أوافقك عليه وما أعارضك فيه، وأترك ذلك لفرصة أخرى، وإلى لقاء قريب.»
مي
وقد أرسل إليها العقاد ردا على هذه الرسالة يقول:
آنستي العزيزة مي «وصلني خطابك الرقيق وقرأته، وكم كنت أود أن أسمع أو أقرأ النقاط التي وافقت عليها أو عارضتها في مقالي عن «المواكب» لجبران، وأنا أعرف أن له مكانة في نفسك. وعلى كل، فعندما نلتقي سأناقشك فيها، أما عودتي من أسوان فلم أفكر فيها الآن، وقد تقصر أو تطول، وسأكتب لك حينما أعزم على السفر إلى القاهرة. أما الجو في أسوان فهو حار، ونحن في شهر مايو والسياح يسرعون في العودة وهم من الحر في ضيق شديد.»
عباس
ناپیژندل شوی مخ