مدروسة، ولذا فهي تتغير تبعًا لمقتضيات التغير بعد تقييم نتائج المرحلة السابقة ولذا لا غرابة أن تختفي من كتبهم الأساليب الاستفزازية والطعن المكشوف، إذ يبدو أن خطة "احتواء الفكر الإسلامي " هي المعمول بها حاليًا.
وأيًا ما كانت النتائج فإن ما اضطلع به هؤلاء من مهمة تدمير المقومات الإسلامية من خلال الطعن في السنة النبوية ورواتها ليمهدوا الأرض الفكرية لقيام الحياة اللادينية في بلاد الإسلام قد آتت أكلها في أكثر من ميدان.
ثالثًا: المبشرون١:
كما أن للمستشرقين والمبشرين أهدافًا مشتركة فإن لهم وسائل متداخلة، ويمكن القول بأن ميدان المستشرقين الأساسي هو الثقافة والفكر، بينما يركز المبشرون جهودهم في النواحي الاجتماعية كالجمعيات الخيرية والإغاثة والمستشفيات والنواحي التربوية كالمدارس والمراكز الثقافية.
ء وليس غريبًا أن يجهل المسلمون الدوافع الحقيقية للتبشير، فقد كان يجهلها بعض أتباع الإرساليات التبشيرية أنفسهم، إذ لم يكن الجميع يدركون أبعاد الخطة الجديدة ومراميها، بل كانت العقلية الصليبية التي استثيروا بها من بلادهم لا توحي لهم بكل ذلك.