أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة
أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة
خپرندوی
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
الشرعية١ أن يكون مزيلًا للخلاف بينهم- تؤول حالهم معه إلى التفرق
_________
١ الإرادة المنسوبة إلى الله نوعان:
الإرادة الشرعية: وهي إرادة الله المتعلقة بالشرع والتكليف، وأمره سبحانه المتوجه إلى المكلفين بما يجب أن يفعلوه وما يرضاه لهم من الشرائع والعبادات والأخلاق، كما في قوله تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ﴾ (يوسف:٤٠) وهي إرادة متعلقة بالحكمة الشرعية، أي أنه يشرع لعباده ما تقتضيه حكمة التكليف من حصول المصالح لهم كما في المعاملات والأخلاق، ودفع المفاسد كما في الحدود، وحصول محبوبات لله كما في العبادات. وقد وردت الإشارة إلى الإرادة الشرعية في بعض النصوص نحو: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر﴾ (البقرة:١٨٥) أي أن الله شرع لعباده الفطر في رمضان لمن كان مريضًا أو مسافرًا، لأنه يحب لهم اليسر، ولكن اليسر لا يحصل إلا لمن امتثل هذه الشرائع فأفطر.
والإرادة الكونية: وهي متعلقة بالخلق والإيجاد، وأمر الله المتوجه إلى سائر المخلوقات بما يريد خلقه وإيجاده، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (يس:٨٢) وهي نافذة لا يتخلف عنها المراد ﴿فَعَّالٌ لِمَ يُرِيدُ﴾ (البروج:١٦) وهذه الإرادة متعلقة بحكمة الله الكونية أي أنه سبحانه يخلق ويوجد ويصرف خلقه كما تقتضيه حكمته من تهيئة الكون بما يصلحه والأرض للعيش عليها وما يحقق حصول الابتلاء والامتحان للعباد، وغير ذلك من الحِكم التي يُعلم بعضها ويقصر العقل عن معرفة الكثير منها.
ويمكن حصر الفروق بين الإرادة الكونية وما يتعلق بها من الأمر والحكمة، وبين الإرادة الشرعية وما يتعلق بها من الأمر والحكمة فيما يلي:
١- الإرادة الكونية متعلقة بالخلق والإيجاد والشرعية بالشرع والتكليف.
٢- الكونية لا يلزم منها محبة المراد فيخلق سبحانه ما يحبه وما لا يحبه، فخلق الأنبياء مثلًا وهو يحبهم، وخلق إبليس والكفار وهو لا يحبهم، أما الشرعية فهي متعلقة بالمحبة فلا يشرع لعباده إلا ما يحبه ويرضاه.
٣- الكونية نافذة لا محالة لا يتخلف عنها المراد، أما الشرعية فإنها لا تنفذ إلا فيمن جاء بالسبب وامتثل الشرع وانقاد للأمر، وتتخلف عمن أعرض عن الأمر.
٤- الكونية متوجهة إلى جميع المخلوقات، أما الشرعية فهي متوجهة إلى المكلفين.
انظر: مجموع الفتاى ٢/١٥٩-١٦٠، ١٨٨-١٨٩، وشفاء العليل لابن القيم ٥٥٩-٥٦٧، وشرح العقيدة الطحاوية ٢٤٩-٢٥٤ ط الثامنة.
1 / 79