289

Atheer Ibn Badis

آثار ابن باديس

ایډیټر

عمار طالبي

خپرندوی

دار ومكتبة الشركة الجزائرية

د ایډیشن شمېره

الأولى عام ١٣٨٨ هـ

د چاپ کال

١٩٦٨ ميلادية

ژانرونه

نفرا من الجن، فأسلم الجن وبقى الإنس على عبادتهم، وجاء عنه وعن غيره أنها في الذين كانوا يعبدون الملائكة من العرب.
المعنى:
أولئك الجن والملائكة الذين يدعوهم (١) هؤلاء المشركون أربابًا قد أسلموا فصاروا من عباد الله المؤمنين يطلبون أسباب الزلفة والقرب عند ربهم، ينظرون من هو الذي يكون منهم أقرب مكانة باجتهاده، وصالح عمله، (هذا على الإعراب الثاني وعلى الإعراب الأول: يطلب الذي هو أقرب منهم أسباب الزلفة عند الله فأحرى وأولى غيره) ويرجون بأعمالهم الصالحة رحمته ويخافون بمخالفتهم عذابه. إن عذاب ربك كان من حقه وشأنه أن يتقى ويحذر لما فيه من عظيم الخزي وشديد الألم.
الأحكام:
أفادت الآية أن العبادة لا تنفع صاحبها إلا إذا كانت على الوجه الحق وإلا فإنه لا يحصل منها إلا على الخيبة والوبال. وأن المكلف (٢) لا يحمل شيئًا من إثم عمل غيره إذا لم يكن راضيًا به ولو كان ذلك العمل متسببًا عنه إذا لم يكن متسببًا هو فيه. وأن المكلف مطالب بأن يطلب أسباب القرب إلى الله بجد واجتهاد وأن يكون جامعًا بين الرجاء والخوف في سلوكه.
التطبيق:
نعرف كثيرًا من الصالحين - رحمهم الله تعالى - قد شيدت عليهم القباب ونذرت لهم النذور وقصدوا لقضاء الحاجات ودعوا في المهمات وكان ذلك كله مما أحدثه المحدثون بعدهم وبالغ

(١) كذا في الأصل والصواب: يدعونهم.
(٢) في الأصل: الملكف.

1 / 292