بأربع عبادات: عمله، ورجائه، وخوفه، وإخلاصه وهو روح الجميع.
وقد جاء في القرآن ثناء شيخ الأنبياء إبراهيم الخليل عليه وعليهم الصلاة والسلام هكذا:
﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ (١). وذكر تعالى دعاء عباد الرحمن الصالحين هكذا: ﴿رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ (٢).
وفي دعاء القنوت: «نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخَافُ عَذَابَكَ الجِدَّ».
إلى غير هذا من أدلة كثيرة تؤيد ما ذكرنا ..
المبحث الثاني:
أفاد هذا الشرط أن من لم يرد الآخرة لم يكن سعيه مشكورًا، وفي هذا تفصيل، لأن العامل إما يكون في عبادته لم يرد بها الآخرة أصلًا، بل أراد بها شيئًا دنيويًا من محمدة الخلق أو استفادة شيء أو تحصيل منفعة العمل. أو أراد الآخرة وشيئًا مما ذكر شركة متساوية أو متفاوتة. وإما أنْ يكون في عمل عادة لم يرد بها الآخرة أصلًا بل أراد الغرض الدنيوي، أو أرادهما معًا، والدنيوي وسيلة للأخرى فهنالك- إذًا- أقسام:
القسم الأول:
العامل في أمر تعبدي كالصلاة والصدقة والحج والعلم، فهذا إذا لم يرد الآخرة أصلًا فهو موزور غير مشكور. وفيه جاء حديث
(١) ٨٢/ ٢٦ الشعراء.
(٢) ٦٥/ ٢٥ الفرقان.