193

Atheer Ibn Badis

آثار ابن باديس

پوهندوی

عمار طالبي

خپرندوی

دار ومكتبة الشركة الجزائرية

د ایډیشن شمېره

الأولى عام ١٣٨٨ هـ

د چاپ کال

١٩٦٨ ميلادية

ژانرونه

بالبرود ثانيًا ما عرف إلا في هذا العهد الأخير. والذي تلا هذه الآية وأعلن هذه الحقائق العلمية منذ نحو أربعة عشر قرنًا- نبي أمي من أمة أمية كانت في ذلك العهد أبعد الأمم عن العلم. فلم يكن ليعلم هذا ويقوله إلا بوحي من الله الذي خلق الخلائق وعلم حقائقها ... كَفَاكَ بِالْعِلْمِ فِي الأُمِّيِّ مُعْجِزَةً ... فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالتَّأْدِيبِ فِي الْيُتُمِ ﴿وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً﴾. فقد وضعت كذلك من أول خلقها ﴿مُبْصِرَةً﴾ يبصر بها، والإسناد مجازي، كما تقول: لسان متكلم، أي متكلم به، فيسند الشيء إلى ما يكون به من آلة وسبب. والمبصرون حقيقة هم ذوو الأبصار. ولكنهم لا ينتفعون بأبصارهم إلاَّ في ضوئها ولا ينتفعون بها في الظلام. وإذا كان الضوء يكون من النار فأين ضوء النار من ضوء الشمس في القوة والدوام والعموم. وكما أفادت الآية زوال نور القمر بعد أن كان بمقتضى لفظة ﴿فَمَحَوْنَا﴾ ومدلولها لغة- فإنها تشير إلى أن نوره مكتسب وتوميء إلى أنه من الشمس، وذلك أنَّنا نرى فيه نورًا مع علمنا أن نوره قد أزيل، فنعلم قطعًا أن ذلك النور ليس منه. وإذا كان مذكورًا مع الشمس المبصرة في الإستدلال والإمتنان، ومعاقبًا مصاحبًا لها في الظهور فنوره جاءه منها وهي التي أبصرته. وقدم الليل وآيته على النهار وآيته في ترتيب النظم، لأنه ظلام، والظلام عدم الضوء، والعدم مقدم على الوجود في هذه المخلوقات. ﴿لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾.

1 / 196