165

Atheer Ibn Badis

آثار ابن باديس

پوهندوی

عمار طالبي

خپرندوی

دار ومكتبة الشركة الجزائرية

د ایډیشن شمېره

الأولى عام ١٣٨٨ هـ

د چاپ کال

١٩٦٨ ميلادية

ژانرونه

ووصف القرآن بأنه مبين. وفي آيات أخرى وصف القرآن بأنه نور بقوله: ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا (١)﴾ ووصف الرسول بأنه مبين كقوله: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٢)﴾. وهذا ليبين لنا الله- تعالى- أن إظهار النبي ﷺ وبيانه وإظهار القرآن وبيانه واحد، ولقد صدقت عائشة ﵂ لما سئلت عن خلق النبي ﷺ فقالت: (كان خلقه القرآن) (٣). إستفادة: نستفيد من هذا: أولًا- أن السنة النبوية والقرآن لا يتعارضان ولهذا يرد خبر الواحد إذا خالف القطعي من القرآن. وثانيًا- أن فقه القرآن يتوقف على فقه حياة النبي ﷺ وسنته وفقه حياته ﷺ يتوقف على فقه القرآن، وفقه الإسلام يتوقف على فقههما. إقتداء: هذا نبينا ﷺ نور وبيان، وهذا كتابنا نور وبيان، فالمسلم المؤمن بهما المتبع لهما له حظه من هذا النور وهذا البيان، فهو على ما يسر له من العلم- ولو ضئيلًا- يبينه وينشره، يعرف به الجاهل ويرشد به الضال وهو بذلك وبعمله الصالح كالنور يشع على من حوله وتتسع دائرة إشعاعه وتضيق بحسب ما عنده من

(١) ٨/ ٦٤ التغابن. (٢) ٤٤/ ١٦ النحل. (٣) ذكره القاضي عياض في الشفاء وابن سعد في طبقاته.

1 / 168