لا خلاف بين المؤرخين في كون البردة العباسية أثرا نبويا صحيحا، ولكن لما كان المخلف عن النبي
صلى الله عليه وسلم
بردتين اختلفوا في التي صارت منهما لبني العباس. قال الإمام الماوردي في الأحكام السلطانية: «وأما البردة فقد اختلف الناس فيها، فحكى أبان بن ثعلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وهبها لكعب بن زهير واشتراها منه معاوية (رضي الله عنه)، وهي التي يلبسها الخلفاء، وحكى ضمرة بن ربيعة أن هذه البردة كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أعطاها أهل أيلة أمانا لهم، فأخذها منهم سعيد بن خالد بن أبي أوفى، وكان عاملا عليهم من قبل مروان بن محمد، فبعث بها إليه وكانت في خزائنه حتى أخذت بعد قتله، وقيل اشتراها أبو العباس السفاح بثلثمائة دينار» ا.ه. وقد حكي هذا الخلاف في صبح الأعشى وتاريخ الخلفاء للسيوطي وأخبار الدول للقرماني وحاشية البغدادي على شرح ابن هشام على بانت سعاد. وتفصيل هذه الإجمال في الرأي الأول: أن كعب بن زهير بن أبي سلمى (رضي الله عنه) لما بلغه إسلام أخيه بجير غضب وبعث إليه بأبيات يلومه فيها على إسلامه، فأهدر النبي
صلى الله عليه وسلم
دمه، ثم هداه الله إلى الإسلام فقدم المدينة وقصد المسجد فجلس بين يدي النبي
صلى الله عليه وسلم
تائبا مسلما وأنشده قصيدته بانت سعاد المشهورة، فلما وصل إلى قوله:
إن الرسول لسيف يستضاء به
ناپیژندل شوی مخ