عرب په اروپایي تمدن کې اغېز
أثر العرب في الحضارة الأوروبية
ژانرونه
أما الصدمة الأخرى، فكانت من قبل الحرية الفردية التي أباحت للفرد فجأة أن يستقل بأهوائه ونزواته وآرائه، وإن خرج بها عن آداب الجماعة المتفق عليها؛ فأصبحت الحرية مرادفة لطلب التغيير والتبديل، أو مرادفة للجرأة على النقد والمعابة، واقترنت قلة الحياء بقلة المبالاة، كما اقترنت الشجاعة الأدبية أحيانا بالإقدام على المعايب والشهوات.
وإذا كان في هذا التحول مدعاة للتشاؤم والتطير من المستقبل، فهو لا يخلو في بعض دلالاته من دواعي التفاؤل والرجاء؛ لأن عصر الجمود في البلاد الشرقية قد خلف وراءه كثيرا من الأنقاض المعطلة والأركان المتداعية، ولا بد من هدم قبل كل بناء، ولا بد من غبار وسقوط حول كل مهدوم، ولا بد من تعثر قبل كل استقامة على السواء، فإذا تكشف الغبار واتضحت القواعد الباقية، والقواعد التي يرتفع البناء الجديد على أساسها؛ فقد يهون التشاؤم، ويبطل التطير، وتتراءى للبصائر والأبصار معالم الثقة والاطمئنان.
والحكم للغد فيما يقر عليه القرار؛ فليس على الغيب بعزيز أن تنبعث من جانب الشرق رسالة روحية تتجدد بها أخلاق الشرقيين وأخلاق الغربيين، فكلها في حاجة إلى التجدد في هذا الزمان.
الأدب والفن
تصدى للترجمة إلى اللغة العربية قديما أناس من غير أهلها.
واشتغل أهلها بالترجمة وهم يجهلون لغتهم ولا يحفظون قواعدها أو يحسنون أساليبها.
فوقر في الأذهان أن أسلوب الترجمة علم على الضعف والركاكة، ومخالفة الذوق العربي والقواعد اللغوية؛ لأنه لم يخل في الزمن القديم ولا الزمن الحديث من الدخيل والمبتذل، واللحن، والتواء العبارة، وسقم التركيب.
ولكن النهضة في الشرق العربي صحبت بإحياء الكتب المهجورة، وذخائر الشعر والنثر، والتي تفيض بالبلاغة العربية من معدنها، فتجددت الأساليب، وصقلت العبارات، وسلمت الأذواق، واقترنت معرفة العربية بمعرفة اللغات الأوروبية، فخلصت الترجمة من وصمة الضعف والركاكة، وظهرت في اللسان العربي كتب علمية وأدبية تضارع أصولها في صحة تعبيرها، وفصاحة ألفاظها، ودقة معانيها.
وعادت الترجمة في هذه الكرة بنفع جزيل على اللغة العربية؛ لأنها عودت أقلام الكتاب «قصد العبارة»، وأن يعني الكاتب ما يقول، ويتابع المعنى باللفظ الذي يؤديه، ولا يرسل الكلام إرسالا بغير قصد مفهوم.
وكان الكاتب لا يحسب من البلغاء إلا إذا توخى السجع، وحشا كلامه بالقوالب المحفوظة من أقوال الأقدمين، وكان على هذا سجعا سقيما واقتباسا يساق في غير موضعه، ويند عن السياق الذي وضع فيه، فبرئت الكتابة العربية من هذه الآفة، وتخلصت شيئا فشيئا من التقليد، وثابت إلى الطبع الأصيل حسبما يستوحيه الكاتب من معارفه ومشاهداته.
ناپیژندل شوی مخ