At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
ژانرونه
(١) هَذِهِ الأَوْثَانُ الثَّلَاثَةُ هِيَ أَعْظَمُ أَوْثَانِ الجَاهِلِيَّةِ لِأَهْلِ الحِجَازِ، وَلِهَذَا نُصَّ عَلَيْهَا بِأَعْيَانِهَا، وَإِلَّا فَفِي الحِجَازِ أَوْثَانٌ غَيْرُهَا كَثِيْرَةٌ، وَلَكِنَّ الفِتْنَةَ بِهَذِهِ أَشَدُّ. وَهَذِهِ الصَّخْرَةُ تَرْمُزُ لِرَجُلٍ صَالِحٍ كَانَ يَجْلِسُ عِنْدَهَا. قَالَ القُرْطُبُيُّ ﵀ في التَّفْسِيرِ (١٠٠/ ١٧): (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (كَانَ (اللَاتُ) يَبِيعُ السَّوِيْقَ وَالسَّمْنَ عِنْدَ صَخْرَةٍ وَيَصُبُّهُ عَلَيْهَا، فَلَمَّا مَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَبَدَتْ ثَقِيْفُ تِلْكَ الصَّخْرَةَ إِعْظَامًا لِصَاحِبِ السَّوِيْقِ). (٢) إِنَّ وُجُوْدَ البَيْتَ وَالأَسْتَارَ عَلَى الصَّنَمِ هُوَ لِتُضَاهَى بِهِ الكَعْبَةُ؛ فَيُعْتَكَفُ عِنْدَهَا وَيُطَافُ بِهَا؛ كَالكَعْبَةِ اليَمَانِيَّةِ عَلَى صَنَمِ دَوْسٍ (ذِي الخَلَصَةِ). (٣) (العُزَّى): لُغَةً؛ مُؤَنَّثُ أَعَزّ. وَقَدْ جَعَلَ المُشْرِكُوْنَ الإِنَاثَ للهِ؛ كَالمَلَائِكَةِ وَاللَاتِ وَالعُزَّى وَمَنَاة. (٤) وَفِي الأَثَرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُم اشْتَقُّوا اللَاتَ مِنَ الإِلَهِ، وَالعُزَّى مِنَ العَزِيْزِ، وَمَنَاةَ مِنَ المَنَّانِ. وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللهُ في (بَابِ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوْهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِيْنَ يُلْحِدُوْنَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُوْنَ﴾ - بَابِ ٤٠ -). (٥) قَالَهُ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيْرٍ ﵀ فِي التَّفْسِيرِ (٤٥٦/ ٧) بِاخْتِصَارٍ. (٦) هُوَ الحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ؛ صَحَابِيٌّ مَشْهُوْرٌ، أَسْلَمَ قَبْلَ الفَتْحِ، وَقِيْلَ هُوَ مِنْ مُسْلِمَةِ الفَتْحِ، (ت ٦٨ هـ). (٧) وَفِي مُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ الكَبِيْرِ (٢٤٤/ ٣) بِلَفْظٍ آخَرَ: (خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ ﷺ وَنَحْنُ حَدِيثُو عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ - وَقَدْ كَانَتْ لِكُفَّارِ قُرَيْشٍ وَمَنْ سِوَاهُمْ مِنَ العَرَبِ شَجَرَةٌ عَظِيْمَةٌ يُقَالُ لَهَا: ذَاتَ أَنْوَاطٍ، يَأْتُوْنَهَا كُلَّ عَامٍ، فَيُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ، وَيُرِيْحُونَ تَحْتَهَا، وَيَعْكُفُونَ عَلَيْهَا يَوْمًا، فَرَأَيْنَا وَنَحْنُ نَسِيْرُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ ﷺ سِدْرَةً خَضْرَاءَ عَظِيْمَةً، فَتَنَادَيْنَا مِنْ جَنَبَاتِ الطَّرِيقِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُوْلَ اللهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ: (اللَّهُ أَكْبَرُ، قُلْتُمْ وَالَّذِيْ نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوْسَى: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾ (الأَعْرَاف:١٣٨)، لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ».
1 / 52