At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
ژانرونه
(١) هُمْ مُبْتدِعَةٌ فِي ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُم أَصَّلُوا أَصْلًا فِي عَقِيْدَتِهِم لَيْسَ عَلَيْهِ دَلِيْلٌ شَرْعِيٌّ، بَلْ وَالعَجَبُ مِنْهُم أَنَّهُم يَشْتَرِطُوْنَ فِي عَقِيْدَتِهِم أَنْ تَكُوْنَ مَبْنِيَّةً عَلَى القُرْآنِ وَالحَدِيْثِ المُتَوَاتِرِ فَقَط، وَهُمْ فِي ذَلِكَ قَدْ أَصَّلُوا أَصْلَهُم هَذَا - الَّذِيْ جَعَلُوْهُ قَاعِدَةَ التَّمْيِيْزِ بَيْنَ مَا يُقْبَلُ وَمَا يُرَدُّ - بِمَا لَمْ يَأْتِ أَصْلًا لَا فِي الكِتَابِ، وَلَا فِي السُّنَّةِ المُتَوَاتِرَةِ أَوِ الآحَادِ، وَلَا حَتَّى فِي حَدِيْثٍ ضَعِيْفٍ! وَالشَّافِعِيُّ ﵀ عَقَدَ فِي كِتَابِهِ الجَلِيْلِ (الرِّسَالَةُ) (ص٤٠١) بَابًا هُوَ (حُجِّيَّةُ تَثْبِيْتِ خَبَرِ الوَاحِدِ) وَاحْتَجَّ فِيْهِ بِحَدِيْثِ مُعَاذٍ السَّابِقِ فِي البَابِ. (٢) وَقَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِيْن ﵀ فِي كِتَابِهِ (القَوْلُ المُفِيْدُ) (١٤٢/ ١): (الظَّاهِرُ أَنَّ المُؤَلِّفَ ﵀ يُرِيْدُ الإِشَارَةَ إِلَى قِصَّةِ خَيْبَر، إِذْ وَقَعَ فِيْهَا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ جُوْعٌ عَظِيْمٌ، حَتَّى أَنَّهُم أَكَلُوا لَحْمَ الحَمِيْرِ وَالثُّوْمِ، وَأَمَّا الوَبَاءُ، فَهُوَ مَا وَقَعَ مِنْ رَمَدِ عَيْنِ عَلِيٍّ ﵁، وَأَمَّا المَشَقَّةُ، فَظَاهِرَةٌ. وَوَجْهُ كَوْنِ ذَلِكَ مِنْ أَدِلَّةِ التَّوْحِيْدِ: أَنَّ الصَّبْرَ وَالتَّحَمُّلَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الأُمُوْرِ يَدُلُّ عَلَى إِخْلَاصِ الإِنْسَانِ فِي تَوْحِيْدِهِ وَأَنَّ قَصْدَه اللهُ تَعَالَى، وَلِذَلِكَ صَبَرَ عَلَى البَلَاءِ).
1 / 31