253

At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid

التوضيح الرشيد في شرح التوحيد

ژانرونه

- قَوْلُهُ (وَيُعْجِبُنِي الفَأْلُ) (١): الفَأْلُ هُنَا هُوَ الاسْتِبْشَارُ بِحُصُوْلِ الخَيْرِ عِنْدَ سَمَاعِ مَا يَسُرُّ، لِأَنَّ النَّاسَ إِذَا أَمَّلُوا الخَيْرَ مِنَ اللهِ تَعَالَى عِنْدَ كُلِّ سَبَبٍ فَهُم عَلَى خَيْرٍ، وَإِذَا قَطَعُوا آمَالَهُم وَرَجَاءَهُم مِنَ اللهِ تَعَالَى كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّرِّ، كَمَا فِي الحَدِيْثِ القُدُسِيِّ (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي). (٢)
وَمِنْ جُمْلَةِ الأَمْثِلَةِ فِي التَّفَاؤُلِ المَشْرُوْعِ هَذِهِ الأَحَادِيْثُ:
١) عَنْ بُرِيْدَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ (كَانَ لَا يَتَطَيَّرُ مِنْ شَيْءٍ، وَكَانَ إِذَا بَعَثَ عَامِلًا؛ سَأَلَ عَنِ اسْمِهِ، فَإِذَا أَعْجَبَهُ اسْمُهُ فَرِحَ بِهِ وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهُ رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. وَإِذَا دَخَلَ قَرْيَةً سَأَلَ عَنِ اسْمِهَا؛ فَإِنْ أَعْجَبَهُ اسْمُهَا فَرِحَ بِهَا وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهَا رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ). (٣)
٢) عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ فِي حَدِيْثِ صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ حِيْنَ جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرو، فقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ). (٤)
٣) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ (كَانَ يُعْجِبُهُ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ أَنْ يَسْمَعَ يَا رَاشِدُ؛ يَا نَجِيْحُ). (٥)

(١) وَفِي رِوَايَةٍ (قَالُوا: وَمَا الفَأْلُ؟ قَالَ: (الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ (٥٧٥٤)، وَمُسْلِمٌ (٢٢٢٣) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعًا.
(٢) البُخَارِيُّ (٧٤٠٥) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعًا.
(٣) صَحِيْحٌ. أَبُو دَاوُدَ (٣٩٢٠). الصَّحِيْحَةُ (٧٦٢).
(٤) رَوَاهُ البُخَارِيُّ (٢٧٣١). وَفِي الأَدَبِ المُفْرَدِ (٩١٥) تَحْتَ بَابِ (التَّبَرُّكُ بِالاسْمِ الحَسَنِ).
(٥) صَحِيْحٌ. التِّرْمِذِيُّ (١٦١٦). صَحِيْحُ الجَامِعِ (٤٩٧٨).

1 / 253