At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
ژانرونه
(١) وَفِي لَفْظِ مُسْلِمٍ (٢٠٤) (أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ). (٢) وَتَأَمَّلْ قَوْلَهُ تَعَالَى ﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِيْنَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوْحٍ وَامْرَأَتَ لُوْطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيْلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِيْنَ﴾ (التَّحْرِيْم:١٠)، فَقَدْ جَعَلَهُ اللهُ مَثَلًا لِلاعْتِبَارِ، فَلَا بُدَّ مِنْ أَخْذِ الحِكْمَةِ مِنْهُ. (٣) وَإِذَا كَانَ القُرْبُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ لَا يُغْنِي عَنِ القَرِيْبِ شَيْئًا، دَلَّ ذَلِكَ عَلَى مَنْعِ التَّوَسُّلِ بِجَاهِ النَّبِيِّ ﷺ؛ لِأَنَّ جَاهَ النَّبِيِّ ﷺ لَا يَنْتَفِعُ بِهِ إِلَّا النَّبِيُّ ﷺ، وَلِهَذَا كَانَ أَصَحُّ قَوْلَي أَهْلِ العِلْمِ تَحْرِيْمُ التَّوَسُّلِ بِجَاهِ النَّبِيِّ ﷺ. (٤) وَعِنْدَ التِّرْمِذِيِّ (٣١٨٥) بِلَفْظِ (أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ؛ فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ ضَرًّا أَوْ نَفْعًا). صَحِيْحٌ. صَحِيْحُ الجَامِعِ (٧٩٨٣). (٥) قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ ﵀ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي) (٥٠٣/ ٨): (وَالسِّرُّ فِي الأَمْرِ بِإِنْذَارِ الأَقْرَبِيْنَ أَوَّلًا أَنَّ الحُجَّةَ إِذَا قَامَتْ عَلَيْهِم تَعدَّتْ إِلَى غَيْرِهِم؛ وَإِلَّا فَكَانُوا عِلَّةٍ لِلأَبْعَدِيْنَ فِي الامْتِنَاعِ). قُلْتُ: وَأَيْضًا مِنْ جِهَةِ حَقِّ الرَّحِمِ؛ فَإِنّ الأَقْرَبَ هُوَ الأَوْلَى بِالنَّفْعِ.
1 / 113