79

أصول بلا أصول

أصول بلا أصول

خپرندوی

دار ابن الجوزي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

القاهرة - جمهورية مصر العربية

ژانرونه

من فوائد الرؤى لا تُستفاد الأحكام الشرعية من رؤى غير الأنبياء ﵈، لكن يُستفاد منها: أولًا: البشارة والنذارة وقد سمى رسول الله ﷺ الرؤيا الصادقة "المبشرة"، وفي معناها: "المنذرة" (١)، وفائدة المبشرات أنها ترغِّب في المزيد من الطاعات، وفائدة "المنذرات" الردع عن المخالفات. عن ابن عمر ﵄ قال: إنَّ رجالًا، من أصحاب رسول الله ﷺ كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله ﷺ، فيقصونها على رسول الله ﷺ، فيقول فيها رسول الله ﷺ ما شاء الله، وأنا غلام حديث السن، وبيتي المسجدُ قبل أن أنكح، فقلت في نفسي: لو كان فيك خيرٌ لرأيتَ مثل ما يرى هؤلاء، فلما اضطجعت ليلة قلت: اللهمَّ إن كنتَ تعلم فيَّ خيرًا فأرني رؤيا، فبينما أنا كذلك إذْ جاءني مَلَكان في يد كل واحد منهما مقمعة من حديد، يقبلان بي إلى جهنم، وأنا بينهما أدعو الله: اللهمَّ أعوذ بك من جهنم، ئم أُراني لقيني مَلَك في يده مقمعة من حديد، فقال: "لن تُراعَ (٢)، نعم الرجل أنت لو تكثر من الصلاة"، فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على شفير (٣) جهنم، فإذا هي مطوية كطي

(١) (والمنذرة قد ترجع إلى معنى المبشرة؛ لأن من أُنذر بما سيقع له -ولو كان لا يسره- أحسنُ حالًا ممن هجم عليه ذلك، فإنه ينزعج ما لا ينزعج مَن كان يعلم بوقوعه، فيكون ذلك تخفيفًا عنه ورفقًا به). اهـ. من "فتح الباري" (١٢/ ٣٧٢). (٢) أي: لا فزع، ولا خوف، كما في "النهاية" (٢/ ٢٧٧). (٣) أي: على جانبها وحرفها، كما في "النهاية" (٢/ ٤٨٥).

1 / 81