أصول بلا أصول
أصول بلا أصول
خپرندوی
دار ابن الجوزي
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
د خپرونکي ځای
القاهرة - جمهورية مصر العربية
ژانرونه
وعن عاصم بن كُليب قال: حدثني أبي؛ أنه سمع أبا هريرة ﵁ يقول: قال رسول اللَّه ﷺ: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثلني"، قال أبي: فحدثت به ابن عباس، فقلت: قد رأيتُه -أي النبي- ﷺ -في المنام- فذكرتُ الحسنَ بنَ علي ﵄ فقلت: شبَّهْتُه به، فقال ابن عباس ﵄: "إنه كان يُشبهه" (١).
- فمِن ثم قال الحافظ ﵀: "قال علماء التعبير: إذا قال الجاهل: (رأيت النبي ﷺ)؛ فانه يُسأل عن صفته، فإن وافق الصفة المروية؛ وإلا فلا يُقبل منه". اهـ (٢).
(وقصة الشيخ عبد القادر مع الشيطان معروفة، وذلك حين قال له الشيطان: "أنا ربك، قد أبحتك من فرائضي"، فقال له الشيخ: "اخْسأ يا عدو الله"، فقال الشيطان: "غَلَبْتَنِي بفقهك يا عبد القادر"، فَسُئِلَ عن كيفية وقوفه على خُدْعَةِ الشيطان، فقال: إن الشيطان قال: "أنا ربك"، ولم يجرؤ على أن يقول: "أنا الله"، وزعم أنه قد أَحَلَّنِي من فرائض العبادات، والله ﷿ لم يُحِلَّ ذلك لنبيه ﷺ، فكيف يحلها لي؟
فإذا كان يُمْكِنُ للشيطان أن يقول: أنا ربك؛ ألا يمكنه أن يقول "أنا النبي"، من غير أن يتمثَّل بالنبي ﷺ بالضرورة) (٣).
إن رؤياه ﷺ في المنام آمرًا بشيء، أو ناهيًا عن آخر، أو مظهرًا حبه لأمر أو شخص أو طائفة، أو مبديًا كراهته وسخطه على فرد أو جماعة، أو موقف أو عمل -كل ذلك لا يؤخذ به، ولا يثبت بمثله حكم شرعي
(١) أخرجه الترمذي في "الشمائل" رقم (٤١١)، والحاكم (٤/ ٣٩٣). وصححه، ووافقه الذهبي، وجوَّد إسناده الحافظ في "الفتح" (١٢/ ٣٨٤)، وصححه الألباني. (٢) "فتح الباري" (١٢/ ٣٨٧). (٣) انظر: "شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة" ص (٣٩٤).
1 / 47