عن الشموس، وحيل بين النار وبين المجوس؛ انفتح كتاب الوطن من نفسه وإذا لحسنات ثم على الصدق محصاة، فلا الحصاة درة ولا الدرة حصاة؛ وإذا الرجال يعظمون على الأفعال، وإذا الوقائع قد نحت منها الأبطال؛ على قدر العمل يأتي الجزاء، وبقدر جمال الأثر يكون حسن الثناء.
وليس أحد أولى بالوطن من أحد، فما «باستور»
10
والشفاء في مصله، ولا «كمال» والحياة في نصله: أولى بأصل الوطن وفصله؛ من الأجير المحسن إلى عياله، الكاسب على أطفاله، الفادي الوطن بأشباله، وهم رأس ماله؛ فلا تتحمد
11
على الأوطان بآثار كرم، وإن حملت عليها الهرم أو نفلت إليها إرم، فإنك لم تزد على أن أقمت جدارك؛ وحسنت دارك؛ ولا تنس أنها الآلة التي رفعتك، والهالة التي أطلعتك؛ ولا تحجب ذات الوطن بذاتك، أو تطرف العيون عن وجهه بقذاتك؛ ولا تكن كالسرح العظيم إذ نسي خلقه إذا علا على الأرض وهي أمه، ماؤها عصارة عوده، وطينها جرثومة وجوده؛ حتى إذا ترعرع وكبر أخفاها وظهر، وحجب عنها الشمس والقمر؛ خلعت عليه ما نضر ورف، وألقى عليها ما يبس من الورق وجف.
والوطن لا يتم تمامه. ولا يخلص لأهله زمامه؛ ولا يكون الدار المستقلة، ولا الضيعة الخالصة الغلة؛ ولا يقال له البلد السيد المالك، وإن تحلى بألقاب الدول والممالك؛ حتى يجيل العلم فيه يد العمارة. ويجمع له بين دولاب الصناعة وسوق التجارة.
12
فيا جيل المستقبل، وقبيل الغد المؤمل؛ حاربوا الأمية فإنها كسح الأمم وسرطانها؛ والثغرة التي تؤتى منها أوطانها، ظلمات يعربد فيها خفاش الاستبداد، وقبور كل ما فيها لضبعه غنيمة وزاد؛ وتذرعوا
13
ناپیژندل شوی مخ