234

Astrology and Astrologers and Their Ruling in Islam

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

خپرندوی

أضواء السلف،الرياض

د ایډیشن شمېره

الطبعة الثانية

د چاپ کال

١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

والدلالة والعلم بوجوب الرب الخالق منهما سواء،
فقد كابر وخالف ما هو معلوم من الشرع والعقل، فقد قال الله تعالى: ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ ١.
وأين الدلالة في خلق العالم العلوي والسفلي إلى خلق البقة والبعوضة؟ فكيف يسمح لعاقل عقله أن يسوي بينهما، ويجعل الدلالة من هذا كالدلالة من الآخر؟ ٢.
الوجه الثاني: أن الله سبحانه إنما يذكر للدلالة عليه أظهر المخلوقات للحس والعقل، وأبينها دلالة، وأعجبها صنعة، كالسماء والأرض والشمس والقمر، والجبال، والإبل ونحو ذلك، ولا يدعو عباده إلى التفكر في القمل والبراغيث والبعوضة ونحوها، وإنما يذكر من ذلك في سياق ضرب الأمثال مبالغة في الاحتقار والضعف كقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ ٣، وما في معناها من الآيات.
الوجه الثالث: أو قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا﴾ لا يختص بالسماوات والأرض، بمعنى أن الله لا يخلق شيئًا باطلًا، سواء أكان هذا الخلق هو السماوات والأرض أو غيره، وذلك لدلالة قوله: ﴿سُبْحَانَكَ﴾ وهي بمعنى تنزيه الله أن يخلق شيئًا باطلًا٤.
فعلم من ذلك أن التشريف الذي ادعاه الرازي لا يختص بالسماوات والأرض، بل هو في جميع المخلوقات، فإن كان هذا التشريف دالًا على

١ سورة غافر، الآية:٥٧.
٢ انظر: "مفتاح دار السعادة": (٢/١٩٨-١٩٩) .
٣ انظر: المصدر نفسه: (٢/١٩٩)، والآية (٢٦) من سورة البقرة.
٤ انظر: "تفسير ابن كثير": (١/٤٣٩) .

1 / 253