المدة١، أما الصينيون فقد جعلوا لكل برج من بروجهم سنة كاملة٢، وهذا يجعل جميع مواليد أبراج اليونانيين تحت حكم واحد، وهذا البون الشاسع دلالة واضحة على كذب هؤلاء.
ثانيًا: معرفة السعود من الكواكب والنحوس مهم عند المنجمين، إذ إن الحكم عند وجد كوكب سعد يختلف عن الحكم عند وجود كوكب نحس –على حد زعمهم- فمن ذلك قول ابن الفرخان٣ في كتاب الأحكام: (معرفة سلامة المسئول عنه وضرره انظر كيف حال رب برج المسئول عنه والقمر، فإن وجدتهما ساقطين أو منحوسين، وكان القمر ناقصًا في نوره، والدليل للمسئول عنه راجع في سيره وهبوطه، دل على ضرر بالمسئول عنه، وإن كان مستقيمًا، أو شرقيًا، أو في شرفه، أو في شيء من حظوظه، أو مسعودًا كان القمر زائدًا في نوره وكان في بعض حظوظه ولم يكن في هبوطه سليمًا من النحوس، دل على سلامة بدن المسئول عنه) ٤ فاختلافهم في السعد من الكواكب من النحس منها دليل على بهتان هؤلاء، لأنه يؤدي إلى صدور أحكام متضادة، ولو كان علم أحكام النجوم صحيحًا ما حصل هذا التضاد، لأن النجوم في سماء
١ انظر: "الأبراج" لحنا تادرس: ص١٩.
٢ انظر: "الأبراج الصينية": ص٨.
٣ هو عمر بن الفرخان أبو حفص الطبري، أحد رؤساء الترجمة والمتحققي في علم حركات النجوم وأحكامها" توفي سنة مائتين.
"الفهرست" لابن النديم: ص٣٨١، و"تاريخ الحكماء": ص٢٤١، و"معجم المؤلفين": (٧/٣٠٤) .
٤ "كتاب الأحكام" لابن الفرخان: (ق٨/ب) .