185

Astrology and Astrologers and Their Ruling in Islam

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

خپرندوی

أضواء السلف،الرياض

د ایډیشن شمېره

الطبعة الثانية

د چاپ کال

١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

أن ما معهم إلا رزق وتفرس يصيبون معها ويخطئون) ١،
وقول يحيى بن محمد بن أبي الشكر شرحًا على كتاب الإسطرلاب قال: (إنني قد أسهبت وطولت، وذكرت شيئًا من الأحكام لم يقع عليها برهان إلا بالتجربة، وحاكي الكفر ليس بكافر، فلا ينسبنا من قرأ هذا الجزء، وكان له غرض في الشريعة إلى التخلف) ٢، وما ذكره ابن تيمية ﵀ عن المنجمين بقوله: (إني خاطبتهم بدمشق، وحضر عندي رؤساؤهم، وبينت فساد صناعتهم بالأدلة العقلية التي يعرفون صحتها، فقال لي رئيس منهم: والله إنا نكذب مائة كذبة حتى نصدق في كلمة) ٣.
الوجه الثاني: إن هؤلاء القوم أقروا على أنفسهم بفساد صناعتهم، إذ إن كل فريق حكم بفساد أصول الفريق الآخر، وكلما جاءت أمة نقضت أصول من سبقهم، وادعت أن أصولهم هي الصحيحة دون من سواهم، وهذا يبرهن على أن أصولهم المزعومة قائمة على الحدس والتخمين، ومن هذا أن الأوائل في عهد بطليموس عملوا رصدًا، واتفقوا أنه هو الصحيح، وبقي الأمر على ذلك سبعمائة سنة تقريبًا، والناس ليس بأيديهم إلا تقليدهم، حتى كان عهد المأمون، فاتفق الرصاد في عصره على أنهم امتحنوا رصد الأوائل فوجدوهم غالطين، وأنشئوا رصدًا جديدًا وسموه الرصد الممتحن، وبهذا أبطلوا رصد الأوائل، فما كان من

١ نقل ذلك ابن القيم عن كتاب "أسرار النجوم" في "مفتاح دار السعادة": (٢/١٤٥) بحثت عن هذا الكلام في الجزء الذي حصلت عليه من مخطوط "أسرار النجوم" فلم أجده، ولعله في الجزء الناقص منه.
٢ "كتاب الإسطرلاب" لكوشيار الجيلي: (ق٥٥/أ، ب) .
٣ "مجموعة الفتاوى المصرية": (١/٣٢٧) .

1 / 203