17

اسرار الصلاة

أسرار الصلاة

ژانرونه

* وأمور منها : هو غير قادر على فعلها مع كونه مريد لها ، فهو محتاج في هدايته إلى إقدار عليها.

* وأمور منها : هو غير قادر عليها ولا مريد لها ، فهو محتاج إلى خلق القدرة عليها والإرادة لها لتتم له الهداية.

* وأمور : هو قائم بها على وجه الهداية اعتقادا وإرادة ، وعلما وعملا ، فهو محتاج إلى الثبات عليها واستدامتها ، فكانت حاجته إلى سؤال الهداية أعظم الحاجات ، وفاقته إليها أشد الفاقات ، ولهذا فرض عليه الرب الرحيم هذا السؤال على العبيد كل يوم وليلة في أفضل أحواله ، وهي الصلوات الخمس ، مرات متعددة ، لشدة ضرورته وفاقته إلى هذا المطلوب.

* ثم بين أن سبيل أهل هذه الهداية مغاير لسبيل أهل الغضب وأهل الضلال ، وهو اليهود ، والنصارى وغيرهم .

فانقسم الخلق إذن إلى ثلاثة أقسام بالنسبة إلى هذه الهداية :

منعم عليه : بحصولها له واستمرارها وحظه من المنعم عليهم ، بحسب حظه من تفاصيلها وأقسامها.

وضال : لم يعط هذه الهداية ولم يوفق لها .

ومغضوب عليه : عرفها ولم يوفق للعمل بموجبها.

فالضال : حائد عنها ، حائر لا يهتدي إليها سبيلا.

والمغضوب عليه : متحير منحرف عنها ؛ لانحرافه عن الحق بعد معرفته به مع علمه بها.

فالأول المنعم عليه قائم بالهدى ، ودين الحق علما وعملا واعتقادا والضال عكسه ، منسلخ منه علما وعملا.

والمغضوب عليه لا يرفع فيها رأسا ، عارف به علما منسلخ عملا ، والله الموفق للصواب.

ولولا أن المقصود التنبيه على المضادة والمنافرة التي بين ذوق الصلاة ، وذوق السماع ، لبسطنا هذا الموضوع بسطا شافيا ، ولكن لكل مقام مقال ، فلنرجع إلى المقصود.

عبودية التأمين ورفع اليدين

وشرع له التأمين في آخر هذا الدعاء تفاؤلا بإجابته ، وحصوله ، وطابعا عليه ، وتحقيقا له ، ولهذا اشتد حسد اليهود للمسلمين عليه حين سمعوهم يجهرون به في صلاتهم.

مخ ۱۷