اسرار قصور
أسرار القصور: سياسية، تاريخية، غرامية، أدبية
ژانرونه
فقطب السلطان وجهه وقال: وأي مصائب تعني ...؟
فقال الصدر: مولاي، حالتنا المالية هي في أسوأ مركز، فالتجارة قد تعطلت والزراعة متأخرة والشقاء عام ...
فقاطعه السلطان قائلا: بلى، قد فكرتني وأنا أشقى سكان مملكتي منذ قطعوا عني دفع «الرانت» ألا يرد على الخزينة نقود هذا الأسبوع؟
فتردد الصدر ثم قال: بلى يا مولاي ستصلني ضرائب ولايتي أنقرة وإيدين وهما أحسن ولايات الدولة.
وأجاب السلطان: لا تنس إذن أن تدفع لي حالا «كوبون الرانت» وهي قيمة زهيدة لا تزيد عن 18 ألف ليرة فقط، وكان قد تعهد لي محمود باشا لما عقد المعاهدة المالية التي خفض بها فائض الرانت أن يبقى ما يخصني على حاله ...
فأجفل الصدر لهذا الكلام، ولكنه تمالك نفسه، وقال: نعم مولاي إن القيمة زهيدة جدا لسلطان عظيم كجلالتك، ولكنني بانتظار ستين ألف ليرة حال كونه يجب علي أن أدفع ستمائة ألف ليرة؛ ولذا تراني مضطرا لإرسال ما أنتظره إلى الهرسك حالا، فإن جنودنا هنالك حفاة عراة يتضورون جوعا ...
فقاطعه السلطان قائلا: أنا أقول لك إني محتاج إلى المال ...
فأجاب الصدر: فهمت أمر جلالتكم، وأكرر العرض بأن جنودنا تتضور جوعا، وجرحانا يموتون من عدم الاعتناء بهم؛ لأننا لم نقدر على إرسال المستشفيات النقالة حتى الآن ...
فقال السلطان غاضبا: تلك حجج فارغة لم أسمعها من أحد من سلفائك.
فأجاب الصدر: إنني آسف لذلك يا مولاي، على أني أرى من الحكمة إخماد حنق الشعب بإرضاء الجيش.
ناپیژندل شوی مخ