يستتر البيت الذي يعيش فيه ويل وساندي وراء سياج خشبي مطلي بلون أخضر باهت. تسارعت ضربات قلب جيل وخفق قلبها إذ رأت هذا السياج بلونه الأخضر.
الطريق مسدود. يتعين عليها إذن أن تعود أدراجها. مرت من أمام البيت مجددا. في السياج، ثمة بوابات تسمح بدخول السيارة وخروجها، وثمة فتحة للبريد أيضا. لاحظت واحدة كهذه من قبل في سياج أمام بيت آخر، والسبب الذي جعلها تلاحظ تلك الفتحة أن ثمة مجلة كانت بارزة منها، وهذا يعني أن صندوق البريد ليس عميقا، وإذا وضع أحدهم يده فيه ربما أمكنه العثور على مظروف يستقر في نهايته؛ هذا إن لم يكن قد أخرج أحد سكان البيت البريد بالفعل. وضعت جيل يدها في فتحة البريد - لم تستطع أن تمنع نفسها - وعثرت على خطاب هناك، تماما كما ظنت، ووضعته في حقيبتها.
استدعت سيارة أجرة من المتجر الكائن عند زاوية الشارع. سألها الرجل الذي يعمل بالمتجر: «من أي الولايات الأمريكية أنت؟»
قالت: «تكساس.» خطر لها أن الناس يروق لهم انتماؤك إلى ولاية تكساس، وبالفعل رفع الرجل حاجبيه وأطلق صفيرا.
قال: «هكذا ظننت.»
إنه خط ويل نفسه على الخطاب. لم يكن خطابا مرسلا لويل، بل خطابا منه شخصيا؛ خطابا أرسله إلى السيدة كاثرين ثورنابي، القاطنة في 491 شارع هوتر. تعيش في بريسبين أيضا. ثمة يد أخرى خطت عبارة على الخطاب «يرجى إعادته إلى الراسل. المرسل إليه توفي في 13 سبتمبر.» لوهلة، فكرت جيل في خضم الاضطراب الذهني الذي كانت تعاني منه أن ويل هو الذي توفي.
يجب أن تهدأ، وتستجمع قواها، وتبعد عن حرارة الشمس لبعض الوقت.
ومع ذلك، فور أن قرأت الخطاب في غرفتها بالفندق، ورتبت نفسها، استقلت سيارة أجرة أخرى، ولكنها قصدت شارع هوتر هذه المرة، وعثرت - كما توقعت - على لافتة في النافذة: «شقة للإيجار.» •••
ولكن ماذا كان يحوي الخطاب الذي أرسله ويل إلى الآنسة كاثرين ثورنابي القاطنة في شارع هوتر؟
عزيزتي الآنسة ثورنابي
ناپیژندل شوی مخ